ادب شعبي

شعر التجليبة

 

د.عدنان جواد الطعمه

 

 

نحاول بإيجاز عرض فن من روائع فنون الأدب الشعبي ألا وهو شعر و غناء التجليبة.وقد ذكر الأستاذ خليل رشيد في كتابه الأدب الشعبي الذي طبع في مطبعة الإدارة المحلية بمدينة العمارة عام 1958 عن هذا الفن " التجليبة " في صفحة 138 قائلا :
" و بحره : الهزج. و قاعدته : أن ينظم المستهل أولا وهو شطران من روي واحد   (مأخوذة من كتاب الطرب عند العرب) مثل :
لجلبنك يليلي بألف تجليبه اتنام أهل الهوى وتگول مدري به
ثم تنظم أربعة أشطر أخرى. ثلاثة منها بقافية واحدة و الشطر الرابع يتختم بقافية المستهل :
لجلبنك يليلي و الگلب منطر وون ما ونت الخنسة لصخر وأكثر
لون هم الدهاني إبسدة إسكندر عفت واضحى الربع ياجوج يسريبه "
أما الباحث الكبير الأديب المرحوم الأستاذ علي الخاقاني صاحب مكتبة البيان في شارع المتنبي الذي ألف سلسلة من حلقات فنون الأدب الشعبي فإنه ذكر في الحلقة الأولى الصادرة عام 1962 في الصفحة 119 - 120عن التجليبة : أن هذا الغناء محبب عند عرب شمالي العراق و قد انتشر في أرياف الجنوب،  وهو بحر من بحور الشعر   (الهزج) و قاعدته أن ينظم المستهل أولا وهو شطران من وزن واحد،  ثم ينظم أربعة أشطر أخرى ثلاثة منها من قافية واحدة،  و الشطر الرابع يختم بقافية المستهل. وسبب تسميته بـ   (التجليبه) نسبة إلى القصيدة المشهورة وأول بيت قيل فيها مطلع واحد وبيت واحد لم يعرف قائلهما و هو :
لجلبنك يليلي بألف تجليبه تنام أهل الهوه و تگول مدري به
تنام اهل الهوه وليلي فلا نامه أعاين للنجم والعب لعب دامه
ويلاه اعله گلبي الزادن آلامه بلش بيه الهوه واسجن مخاليبه
وقد نظم على هذه القافية فريق من الشعراء المشهورين الحاج زاير فقال :
لجلبنك يليلي و الگلب منطر وون ما ونت الخنسه الصخر وكثر
لون من بعض همي إبسدة إسكندر عفت واضحى الربع ياجوج يسريبه
ونظم عليه ملا منفى العبد العباس البيت الآتي :
لجلبنك يليلي ونتجل بفكار وون او حدر ضلعي نار تاكل نار
أغض جفني غصب چن الهدب منشار باشط بالچبد تگطع نشاشيبه
وقال آخر :
لجلبنك يليلي او لايج بهل روح من ونّي بچن كلهن بنات الدوح
يلوله المزعجات امن الليالي اتلوح ما چان الگطه عاف الكره او طيبه
وقال آخر :
لجلبنك يليلي ولو ياي اوياي على الوادي بچيت او حرّميت الماي
آنه من احچي يربعي شاهدي وياي اليچذبنی يجس گلبي وصاويبه
وقال أخر :
لجلبنك يليلي واصبح آنه انداس وذل خشمي عگب ما چنت عالی الراس
کل يوم الدهر ويّاي يلعب ساس حربه اوياي حرب امطير واعتيبه
وقال آخر :
لجلبنك يليلي و النجوم اشهود أحسبهن وخلصهن ورد اردود
عيّه الليل يرفع للفجر عامود ومن عهد الشفک ما رد بعد ذيبه
أما مجزوء هذا البحر فهو كما يلي في القصيدة الآتية،  و هي التي قالها الشاعر المبدع الشيخ فليح الحلي بهذا العنوان :
مجنون و ليلى
للشيخ فليّح الحلي
خل ليله ابهواها لا تعنفها حليفة شوگ و التعنيف يچلفها
** *
يچلفها الردف لو گامت امنل گاع تجعدها الجعود اتزود عن الباع
ليله امضمره ترمي ابعيون وساع تچتل علبعد كل من يوالفها
* * *
اليوالفها تهنّه او فاز بيها دوم واليجفي يصاحب ما يفيده اللوم
حرت اشلون اوصفها وعدّ ارسوم لون قيس ايحضر لتظن يوصفها
* * *
يوصف اعطاف لو يوصف اعطاف وجيد لو يوصف صدغها اتصيد بيه اصيد
لون فاز ابوصلها ما سكن بالبيد لا وحياة مكه ومنى وطايفها
*

* *

 

يتلهف و دمعه سفح علخدين كرا الوجنات دمعه او ظل رهين البين
گالوا جوز و سله گال اهی من العين شنسه اجعود فوگ انهود تخلفها
* * *
تخلف بالجعود امن الصبح طيات آو من سم الأفاعي السود مسگيات
إتگول سهام يرمن هنّه بالساعات بالك بالغدر يللي تسالفها
* * *
السالفها يخاف امن الحرس توليه أو من سهم اللحظ سم چاتل اتغذيه
كل أهل الطنب والمدن ما تحميه وليفة قيس غيره من يوالفها
* * *
وليفة قيس ظلت تنشد العركبان شي شفتوا و ليف امتيم او ولهان
گالوا ذاك مجنون العگل تلفان ابشوگ العامريّه الروح تالفها
* * *
نادت ويل گلبی اولا يفيد الويل أكون أسره بسريّه أولا أريح بليل
سارت و الدمع يشبه لعند السيل لون قيس ابسفح رامه يصادفها
* * *
صادفها و نده ليله ابضعيف الصوت شنهو العوگچ عنی او گربلی الموت
گالت کل بنی عامر تروح الفوت عگبک و الخدن لجلك يحالفها
* * *
گاللها يا ليله واصليني بليل انفطر و انطر دليلي او ما بگالی حيل
غوادي الدمع غادي او سال مثل السيل لعد سدة اسكندر وصل جارفها
* * *
گالتله يعگلی آو يا شريچ الروح آصلك لا تون او تنتحب وتنوح
فرح واخدودها مثل الثريّه اتلوح هزها الشوگ و اهت.ت عواطفها
* * *
گاللها يا ليله اتگربی يمي اوياچ اعتاب إلي و لصدري انظمّي
تدرين ابعظم وجدي لون همي على جبال الرواسي چان ينسفها
* * *
گالتله العواذل بينك اوبيني اتصير أو ما تخلى عينك ابعيني
ناداها يليله لا تلوميني إمعذّب و التجافى الروح تالفها
* * *
صاحت صوت من عنه الجبال تمور إمعذّب يا وليفي او خاطرك مكسور
لو شفت العريضي حاطلك ناطور أفجلك گذلتي والبد بطارفها
* * *
ناداها يليله الليل لو دلهم أعدّ النجم واسهجني السهر والهم
إبيضت بالبچه عيني او غديت أجهم مثل يعگوب حين الغاب يوسفها
* * *
نادت حزنك اعليّه حزن يعگوب صابر علد البلوه ما صبر أيوب
زلخه آنى ابحزنها او لام جسمی الثوب چبدتي اتگطعت ماگطعت چفها
* * *
جاوبها انسلب عگلي و دليلي انعاب يا زهرة حياتي انصاب گلبي او ذاب
اشما أحيه أو أموت أو صار جسمي اتراب النفس تتبع هواچ أو لا أخالفها
* * *
تناديه او ينابيع الدمع صبّن الخنسه اتعلمت بهواك مني الون
من ونّي أوتاد الأرض يهتزن أو هواك اعله المنيّه الروح تالفها
* * *
گاللها اليأثر وسط گلبي اجروح ادموعي سيّرت بيها سفينة نوح
أون أو ناوحت بالون بنات الدوح آه من العريضيه او سوالفها
* * *
اتگله انچان گلبك لوّعوه او فار العواذل لذّعوا گلبی آو چووه ابنار
ما لومك دمعتك لو تهل اغمار آو روحك من تجوش الشوگ يدفنها
* * *
گاللها ابوصالچ جرح گلبي طاب يبدر الطل علينه من بعد ما غاب
جاذبها و لثمها او صار عند احساب حسّت و التوت و اخجلت من عفها
* * *
گالتله أموتن وانذبح واحيه وأموت اولانصير ابمهجر او خفيه
تصبح مثل أبو زيد او مثل عليه لو نيت البصدرك عني احذفها
* * *
فتح باعه اوغرفها او گرب لى عدها رشفها من ثغرها و شم ورد خدها
گاللها تبت و الرکبته مدها او سالت دمعته او بالردن كفكفها
* * *
کفکفها ابردن ثوبه او بگه محتاس قسم بالمصطفى المختار والعباس
كل خوفه عليها تحس بيها الناس گام اعتذر منها اوعاد حلّـفها
إنتهت هذه القصيدة الرائعة المنشورة في كتابنا:
" إنت گلبی لو گلبهم "،  صفحة 152 – 154.

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة