مواقف ونشاطات للتقريب بين الشيعة والسنة

 

اعداد: كاظم عبد الله التلعفري/ الموصل

 

رغم عمليات العنف الطائفي التي سادت بلادنا، الا ان قوى الخير صاحبة الضمير الوطني قد ظلت حية تكافح من أجل نشر المحبة والسلام والتغلب على قوى الشر والحقد. هنا امثلة من هذه الاعمال الخيرة التي راحت في الفترة الاخير هي التي تسود بعد ان انتكست وهزمت قوى الظلام والارهاب:

العقد الوطني العراقي

 

طارق الهاشمي/ نائب رئيس الجمهورية/ زعيم الحزب الاسلامي العراقي

 

أعلن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، في مؤتمر صحفي عقده ببغداد يوم الأربعاء 26-9-2007، عن مشروع العقد الوطني العراقي. وأوضح أن المشروع يهدف إلى وضع حد للأوضاع السائدة في العراق، من خلال القضاء على أسبابها المتمثلة بشيوع مشاعر الخوف المتبادلة وحالة عدم الثقة والشك بين مكونات الشعب العراقي ممن هم داخل وخارج العملية السياسية.

وفيما يلي النص الكامل لمبادئ مشروع العقد الوطني العراقي:
1. العراقيون سواسية أمام القانون، في الحقوق والواجبات، لا يفرقهم دين أوعرق أومذهب أوانتماء سياسي . الأصل مبدأ المواطنة العراقية، أي الهوية العراقية بدل الانتماء للعرق أوالطائفة أوالحزب .
2. التنوع العرقي والمذهبي والديني وكذلك الاختلاف في الرأي وفي الرؤية عناصر خير، وينبغي لذلك أن توظف للمحافظة على وحدة العراق لا لتفتيته وانقسامه . التعايش مطلوب على قاعدة الانتماء للوطن .
3. الجرائم المرتكبة على الهوية هي من نوع الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه ولابد من إدانتها ومحاربتها .
4. دماء العراقيين وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام، لا يجوز التعرض لعراقي بالقتل أوالإيذاء أوالترويع أوالعدوان بسبب مذهبه أوعقيدته أوقوميته .
5. نبذ الغلو والتطرف والتكفير ومحاربته والامتناع عن التنابز بالألقاب وإطلاق الصفات المسيئة من كل طرف على غيره .
6. لدور العبادة حرمة، سواء كانت مساجد أو حسينيات وكذلك أماكن العبادة لغير المسلمين، فلا يجوز الاعتداء عليها أومصادرتها أواتخاذها ملاذا لأعمال مخالفة للشرع والقانون .
7. المسألة العراقية شأن وطني يتعامل معها العراقيون بمنتهى الاستقلالية ويرفضون التدخل الأجنبي بشأنها ولاؤهم للوطن لا يعلو عليه ولاء آخر، كما يحرص الجميع بنفس الوقت على تأسيس وإدامة علاقات ثنائية متطورة مع دول العالم كافة وفي مقدمتها الدول العربية ودول الجوار .
8. الوظيفة العامة وجدت لخدمة الوطن والمواطن وهي ليست ملكا أوتابعا لحزب أوطائفة أومذهب، إنها متاحة للجميع يتنافس عليها العراقيون وفق معايير الكفاءة والنزاهة وخدمة الوطن. لا استبعاد ولا حرمان ولا إقصاء لأحد من الوظائف العامة إلا وفق القانون.
9. شرعية من يحكم العراق تأتي عن طريق صناديق الاقتراع حصرا من خلال انتخابات حرة ونزيهة وفق الآليات الديمقراطية المعروفة ولا عودة لنظم الحكم الاستبدادية اياً كان لونها وتوجهاتها ولا شرعية لاغتصاب الحكم بالقوة ولا تداول للسلطة الا سلميا .
10. العراق بلد حر ومستقل، فيدرالي، موحد، تديره حكومة مؤسسات مدنية، منتخبة، تحترم القيم والتقاليد الإسلامية وتحكم وفق معايير العدل والإنصاف، فلا جور ولا ظلم ولا تعسف ولا استبداد .
11. إدارة العراق بتفاهم وطني وحل المشاكل العالقة سلميا وبالتوافق، من خلال العملية السياسية الدائرة حاليا والعمل على تطويرها وتصويبها .
12. إقليم كردستان يعبر عن حالة خاصة مقبولة وطنيا والشعب الكردي له خصوصية في إدارة شؤونه وفق الدستور ويجري حل المشاكل العالقة بالتوافق .
13. الإقرار بهوية العراق العربية والإسلامية .
14. يدير العراق حكومة مدنية، عصرية، قوية تتبنى النهج الوطني وقادرة على اتخاذ قرارات صعبة في فرض الأمن والنظام ومنع الأفراد والجماعات المسلحة من تحدي نفوذها ومنازعتها في سلطاتها مع توفير قدر معقول متفق عليه من الفيدرالية أواللامركزية في ادارة المحافظات .
15. نبذ العنف والإرهاب بكل إشكاله ومهما كان مصدره لتحقيق الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي عن طريق برنامج متكامل لمكافحة الإرهاب وتفكيك المليشيات والجماعات الخارجة على القانون.
16. إقرار مبدأ التعددية وقبول الرأي الآخر والتداول السلمي للسلطة .
17. الالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومنع التعذيب، واعتبار السجون والمعتقلات وسيلة للإصلاح وليس للانتقام والثأر.
18. حماية المال العام مسؤولية الجميع ويتعاون الجميع في إيقاف الهدر والضياع في المال العام.
19. المصالحة الوطنية الحقيقية هي انعكاس لسياسة عفا الله عما سلف بحيث تشمل الجميع بلا استثناء مقابل إلقاء السلاح والأيمان بعراق حر ديمقراطي فيدرالي تعددي، والالتزام القاطع بالنهج الديمقراطي واستحقاقاته ونبذ كل أشكال فرض الأمر الواقع بالقوة أوالاستيلاء على السلطة بطرق لا دستورية .
20. الدستور عقد اجتماعي ملزم لجميع العراقيين وينبغي لذلك أن يكتب بالتوافق .
21. الشراكة الحقيقية تعني فرص حقيقية أمام الجميع للنهوض بمسؤولياتهم في إدارة الدولة دون تهميش أو إقصاء في إطار الدستور .
22. القوات المسلحة ملك الجميع ولاؤها للوطن وليس لحزب أوطائفة أوجماعة وينبغي ضمان حياديتها ومهنيتها ووطنيتها . وظيفتها فرض الأمن والنظام وحماية الدولة ومؤسساتها ومصالحها ورد العدوان، ويكون السلاح بيد الدولة حصراً ولا يسمح بتشكيل جماعات مسلحة أوميليشيات لأي غرض كان إلا وفق للدستور .
23. الثروات الطبيعية المنصوص عليها في الدستور ملك لكل الشعب العراقي وتدار من قبل الحكومة بالتوافق على السياسات والقوانين والإجراءات .
24. المقاومة حق مشروع لكافة الشعوب المحتلة، بيد ان الإرهاب لا يعد مقاومة.
25. الخطاب الإعلامي ينبغي ان يوظف لخدمة المصالحة الوطنية .
---------
الاتفاق على المبادئ أعلاه يمكن ان يجري على أكثر من صعيد:
1. الاستفتاء العام
2. أو .... اتفاق قادة الكيانات السياسية الرئيسية في حوار مباشر
3. أو ..... اجتماع جماهيري يحضره ممثلي أحزاب ومنظمات مجتمع دولي وشخصيات اجتماعية ودينية وسياسية مستقلة داخل وخارج العملية السياسية .
4. لابد من حضور دولي كالأمم المتحدة، أوإقليمي كالجامعة العربية، أوبعض دول الجوار (يتفق عليها) كشاهد وضامن.
5. يصدر بيان يعلن على الملأ يؤكد رغبة الأطراف الموقعة على الالتزام به ويحدد له ساعة انطلاق وسقف زمني متفق عليه .
6. تمارس الدول أوالجهات الضامنة مهامها في الرصد والتحقق من خلال لجان مختصة، مزودة بصلاحيات للثواب والعقاب.

 

 

مشروع (المصاهرة الوطنية)..

 

 

قام السيد طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، في بداية شهر تشرين الاول، برعاية حفل زواج مشترك لأكثر من 200 عريس وعروسة من طوائف عراقية مختلفة. وهذا المشروع الذي اطلقه الهاشمي هو مشروع «المصاهرة الوطنية» لكسر طوق الطائفية في العراق. وقال أحد العرسان، وهو شيعي تزوج أمس من سنية، ان الطوق الطائفي «صنعه بعض الساسة والمستفيدين من خارج العراق، فالمصاهرة بين الشيعة والسنة موجودة منذ زمن بعيد». وأكد انه أحب الفتاة التي تزوجها بدون ان يعرف الى أية طائفة تنتمي. من جهتها، أشارت احدى العروسات الى ان عريسها من السنة وهي من الشيعة ولم تعرف يوما هذه التسميات «الا بعد دخول القوات الاميركية الى العراق». وقال الهاشمي للعرسان «ينبغي أن نكسر الحواجز التي أدت بنا إلى ما نحن عليه وذلك بأن يتزوج السني من الشيعية والشيعي من السنية تأسيسا لزيجات جديدة يتعالى فيها الأزواج والزوجات على الطائفية، ونقول حينئذ: عراقي يتزوج من عراقية».

ومما يؤكد ان حالة التزاوج الشيعي السني طبيعية جدا في المجتمع العراقي، أن عائلة السيد الهاشمي نفسها مشتركة سنية شيعية.

 

اجتماع لندن للتقريب بين المذاهب

 

 

اجتمع في أواسط ايلول 2007 نخبة من العلماء والمفكريين الاسلاميين من مختلف المذاهب الاسلامية على مأدبة افطار رمضانية مشتركة في مؤسسة الابرار بلندن، نظمها منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا الذي يجمع عدد من العلماء والشخصيات الاسلامية من دول اسلامية وعربية متعددة .

فقد تحدث د. سعيد الشهابي في مستهل الاجتماع المشترك،عن بدايات تشكيل المنتدى، واعتبر ان الاحداث في العراق والفتن الطائفية التي حدثت في عدة دول من العالم الاسلامي، دفعت مجموعة من العلماء لتشكيل تجمعا يضع برنامجا، للحد من آثار التفرقة والنزاعات الطائفية، وأضاف الشهابي ان مجموعة من العلماء شاركت في الاجتماع التاسيسي حيث كان من أبرزهم السيد مرتضى العسكري(رحمه الله) ود.كمال الهلباوي من مصر وآية الله الشيخ محسن الاراكي ود. عبد الوهاب افندي ومثقفين اسلاميين من مصر ولبنان والبحرين والسعودية والكويت والعراق وتونس والسودان ودول افريقية اخرى.

وتحدث اية الله الشيخ محسن الاراكي عن الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون حاليا، واعتبر التفرقة وقتال بعضنا البعض وراء واقعنا المرير، وأضاف الاراكي انه لا طريق لنا كمسلمين الا ان نعود الى وحدتنا، وبوحدتنا تتحقق هويتنا الاسلامية، وذكر اية الله محسن الاراكي ان المسلمين في بلاد المهجر لوأرادو ان يعشيوا بعزة تنسجم مع مكانتهم الحضارية فعليهم العودة الى دينهم والحفاظ على هويتهم، ومن هذا المنطلق انبثقت فكرة منتدى الوحدة الاسلامية، الفكرة جاءت من  قناعة بضرورة الخروج من واقعنا المري، وأن يرحم بعضنا البعض ويألف بعضنا البعض.

أما د.عبد الوهاب افندي (السودان)المفكر الاسلامي والاكاديمي في جامعة لندن فقد ذكر ان عالمنا الاسلامي على قدر كبير من التفرقة وذلك لاسباب مختلفة خصوصا لما يحدث في العراق، وقبل ذلك زرعت الحرب العراقية الايرانية بذور الاختلاف، أما الان فقد بلغ الشحن الطائفي الى مستويات غير مسبوقة ولهذا قررنا انشاء هذا التجمع الاسلامي كجزء من مقاومة الفرقة .

وتحدث الاستاذ ابراهيم منير من مصر انه ليس أمام النخب الاسلامية أي عذر في مواجهة حالة التفرقة التي تصيب الامة وذلك من خلال العمل الوحدوي وأحسب إننا قادرون على ذلك، وأضاف د.منير ان سيد قطب سئل ذات مرة : ماهو العمل الاسلامي، فأجاب ان العمل هو عمل اللحظة الراهنة، أي مواجهة الخطر الذي نعيشه هذه الايام . وذكر الاستاذ عبد الشهيد من حزب الاخوان المسلمين اننا علينا العمل على مااتفقنا عليه وأن نتجاوز عما نختلف به، وذكر الاستاذ محمد كزبر من لبنان ان الجروح التي تصيب الامة الاسلامية واسعة وعميقة، ومعالجتها يجب ان نطرح مشاكلنا واختلافتنا بشفافية وبوضوح، وعلق الشيخ حسن التريكي من الكويت ان لقاءنا المستمر سيساهم باعطاء معرفة وصورة واضحة عن سوء الفهم الذي تسبب في الكثير من مشاكلنا واختلافاتنا وبارك د. سعد جواد قنديل عضو المجلس الاسلامي الاعلى في العراق هذا العمل الاسلامي وطالب بمساندته والتعاون معه، وأضاف قنديل ان المذابح والقتل مستمر في العراق ويجب ان تتظافر الجهود لوقف تلك الماسي على الشعب العراقي، أما د. بهاء الوكيل عضو المجلس الاسلامي الاعلى فقد طالب بأرسال رسائل ووفود الى مختلف المراجع الاسلامية لشرح برنامج المنتدى الوحدوي، وتحدث ايضا الاستاذ أبو زيد الركابي من حزب الدعوة الاسلامية بضرورة نقل المشروع الوحدوي بين الشباب وطلبة الجامعات والاوساط الشعبية.

هذا وقد اقترح بعض الحضور انشاء مراكز اسلامية مشتركة تقام فيها الندوات والبرامج الاسلامية المشتركة، واعتبر البعض ان أهم المعوقات التي تعيق العمل الوحدوي هي الظاهرة التكفيرية التي تصيب الامة الاسلامية وكذلك عدم الانخراط بين الناس العاديين وعدم الواقعية في الطرح.

وقد وزع منتدى الوحدة الاسلامية منشورات يوضح فيها أهداف عمله والتي من أهمها بسط الثقافة الوسطية ونبذ ثقافة التكفير واشاعة التسامح وتشخيص نقاط  سوء الفهم بين المسلمين، وشرح المنتدى في منشوراته وسائل عمله لتحقيق تلك الاهداف والتي من أهمها عقد لقاءات منظمة وندوات مشتركة وتشكيل وفود لزيارة المرجعيات الاسلامية المختلفة وعقد ندوات مشتركة في مختلف دول العالم الاسلامي.

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة