تجارب اسلامية ناجحة

حزب العدالة والتنمية التركي

 

اعداد: بثينة الكاظمي ـ بغداد

 

تركيا / قنطرة سياسية بين الشرق والغرب

 

ان فوز حزب العدالة والتنمية(الاسلامي المعتدل) للمرة الثانية في انتخابات تركيا بنسبة كاسحة، يعطي البرهان اليقين على أنه لا توجد مشكلة لمشاركة التيارات الإسلامية في العملية الديمقراطية، ويعطي زخما كبيرا للحركات الإسلامية المعتدلة في العراق وعموم العالم الاسلامي. وهذه التجربة ايضا تدحظ كل ادعاءات الحداثيين والعلمانيين باستحالة التوافق بين الاسلام والديمقراطية.

والمسألة المهمة ايضا بالنسبة للتجربة الاسلامية التركية، والتي تخص العراقيين، ان المسلمين في تركيا منقسمون عرقيا وطائفيا بصورة مشابهة تقريبا للحالة العراقية.

إذ يبلغ عدد سكان الجمهورية التركية حوالي 70 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2005. التركيبة السكانية لتركيا معقدة ومكونة من عشرات الأعراق، التي يرجع أسباب تشكيلها إلى عهد الدولة العثمانية، حيث كانت مناطق نفوذها تشمل أراضي واسعة في آسيا، أوروبا وأفريقيا وتحكم العديد من الشعوب. ولا توجد إحصاءات رسمية لعدد السكان حسب الأعراق، لأن الحكومة التركية ترى في تركيا بلدا لكل الأتراك بغض النظر عن أصولهم العرقية، الذي لا يلقى القبول من كل الأقليات وخاصة الأكراد. وحسب تقديرات في هذا الصدد، يشكل الأتراك أكبر تشكيلة عرقية للسكان (حوالي 70-80%)، يليهم الأكراد حوالي (15%)، ثم الزازيون (2-3%)، فالعرب (2%)، الشركس (0،5%) و الجورجيون (0،5%). هناك أقليات أخرى: أرمن، يونان، آشور، أراميون، بوسنيون، ألبان، شيشانيون، بلغار،لازيون وغيرهم. تعد الأقليات القرمية، التتارية، الأذرية، الغاغازية، الأوزبكية، القرغيزية، التركمانية، الكازاخية أقليات تركية.

هناك جاليات تركية كبيرة في المهجر، تتركز معظمها في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يشكل الأتراك على سبيل المثال أكبر جالية أجنبية في ألمانيا، يبلغ تعدادها ما يقارب الأربعة ملايين نسمة. وهناك جاليات تركية كبيرة أيضا في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

يدين غالبية سكان تركيا بالديانة الإسلامية، حسب الإحصاءات الرسمية فإن ذلك يشكل 99،8% من سكان البلاد. حوالي 60-70% منهم يتبعون الطائفة السنية، بينما زهاء 20-30% يتبعون الطائفة العلوية. وهنالك ايضا جزء من العلويين اكراد وكذلك عرب مع غالبية تركية.  كما يدين حوالي 0،2% بالمسيحية وخاصة الأرثوذكسية، و 0،04% باليهودية. علما بأن المسيحيين كانوا يشكلون حوالي ما نسبته 20% من سكان تركيا الحالية في بداية القرن العشرين، لكن غالبيتهم من اليونان والارمن والسريان قد فضلوا الهجرة منذ الحرب العالمية الاولى وتكوين تركيا الحديثة.

 

الطائفة العلوية

 

 

اما بالنسبة للعلويين في تركيا، فهم العلي اللهيون (بالتركية Alevîlik)  ويشكلون اكثر من 20% من نسبة السكان، وهم احدى الفرق الشيعية الصوفية المتـأثرة بالطريقة البكتاشية والتي تقدس الامام علي بصورة فيها الكثير من المغالات، اقرب الى تقديس النبي عيس من قبل المسيحيين.

يعيش العلويون منتشرين في عدة مناطق من تركيا وموزعين بين الأعراق : الأتراك، زازاسيون Zazas والأكراد. ولهم معابد خاصة بهم. وينتشر العلويون في تركيا خاصة وكذلك في أذربيجان وألبانيا وغيرها. وليس هناك علاقة مباشرة وتاريخية بينهم وبين النصيرية(علوية سوريا)، رغم التشابه الكبير في العقيدة. وكانت العلوية، في الكثير من الأحيان، تشكل المعارضة ضد الإضطهاد الديني والمذهبي العثماني. شعر العلويون في تركيا بشيء من الراحة مع أتاتورك، ونظر بعضهم إليه على أنه المخلص.

في النصف الثاني من القرن العشرين أخذ العلويون يدخلون في نسيج الدولة والمجتمع، حيث أخذت غالبيتهم تؤيد الأحزاب العلمانية. ويسعى العلويون منذ سنوات الى ارغام الحكومة على الاعتراف بحقهم في ان يتمثلوا في رئاسة الشؤون الدينية اسوة بالسّنة او السماح لهم بإنشاء مجلس ديني خاص بهم، وفي الغاء مادة الدين الالزامية من المدارس التي تقتصر على تدريس المذهب الحنفي، او ادراج العلوية كجزء من منهاج مادة الدين، وفي الاعتراف بأماكن عبادتهم، المعروفة باسم (جيم أيفي ـ بيت الجمع، أي الجامع) وتخصيص المال اللازم من ميزانية الدولة لبنائها ومواجهة مصاريفها اسوة بالجوامع والمساجد، بالاضافة الى التطبيق الكامل للعدالة في تولي المناصب في ظل استبعاد العلويين عن المناصب الحساسة في الجيش والأمن العام، وأخيراً إلغاء خانة (الدين) من جوازات السفر.

لوحظ في السنوات الاخيرة ومنذ وصول الاسلاميين الى الحكم، ان الطائفة الشيعية بدأت تحتفل بصورة علنية بطقوس عاشوراء في مدينتي إسطنبول وأنقرة، حيث أقيمت احتفالات شعبية في بعض الأماكن الواسعة شارك فيها عدة آلاف من أفراد الطائفة. ويعدّ الاحتفال العلني بيوم عاشوراء في تركيا من الظواهر الجديدة التي يشهدها المجتمع التركى، والتى كانت ممنوعة بشكل مطلق طوال السنوات الماضية، ومنذ إعلان الجمهورية العلمانية في عام 1923م على يد أتاتورك، على أنه في السنوات الأخيرة من العقد الأخير للقرن الماضي قد بدأت تظهر هذه الاحتفالات وتسمح بها قوات الشرطة والأمن بعد أن وافقت على إقامتها الحكومات التركية التي تشكّلت في الفترة الماضية. ويساهم القادة الاسلاميين الاتراك  برعاية هذه الاحتفالات الشيعية.

 

حزب العدالة والتنمية (AKP)

 

تم تشكيل حزب العدالة والتنمية في 14 آب 2001من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي الذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة. يشكل هذا الحزب الجناح الإسلامي المعتدل في تركيا، ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية، ويؤكد أنه لا يحبذ التعبير عن نفسه بأنه حزب إسلامي، فهو حزب يحترم الحريات الدينية والفكرية ومنفتح على العالم ويبني سياساته على التسامح والحوار، ويؤكد عدم معارضته للعلمانية والمبادئ التي قامت عليها الجمهورية التركية، كما يؤيد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ويؤكد أنه سيواصل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يجري تطبيقه في تركيا تحت إشراف صندوق النقد الدولي مع نقده لبعض جوانبه.

 

عبد الله غول زعيم الحزب ورئيس الجمهورية

 

 

عبد الله غول (29 تشرين الاول - 1950) (بالتركية:Abdullah Gül)، ولد في قيصري بتركيا. دكتوراه من انكلترا في العلاقات الاقتصادية. يتقن اللغتين الانكليزية والعربية. أصبح رئيس جمهورية تركيا في 28 آب 2007. والده أحمد حمدي جول الذي يعمل في مصنع الطائرات بقيصري، وهي من المحافظات الشهيرة بالتمسك بالإسلام والعادات والتقاليد الشرقية. عمل من 83-1991 في بنك التنمية الإسلامي في جدة في السعودية كخبير اقتصادي، مما مكنه من الإلمام بالعربية، وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي. وفي نفس العام انتخب نائبًا لحزب الرفاه عن منطقة سكاريا. بعد حل حزب الرفاه سنة 1999 أصبح عضوًا في حزب الفضيلة وبعد منع حزب الفضيلة التركي عام 2000 أسس حزب العدالة والتنمية سنة 2001 مع صديقه رجب طيب أردوغان ودخل البرلمان مجددًا تحت علم الحزب الجديد وأعيد إنتخابه مرة أخرى سنة 2007 بعد الأزمة الدستورية التي حصلت بشأن انتخاب رئيس الجمهورية والتي كان مرشحاً لها وذلك عندما رفض الجيش التركي والأحزاب العلمانية ترشحه لمنصب الرئاسة. لكنه انتخب رئيساً لتركيا في 28 آب 2007 وذلك في الجولة الثالثه للتصويت وبعد حصوله على أكثر من نصف أصوات البرلمان كما نص عليه الدستور.

 

تجربة اسلامية معتدلة ناجحة

 

أما أهم تطور سيترتب على هذه النتائج هو: أن حزب العدالة ضمن بذلك وصول رئيس جمهورية "إسلامي التوجه" من الحزب لسدة الحكم بعد 79 سنة علمانية منذ انهيار دولة الخلافة الإسلامية في تركيا، بعدما أجهض الجيش والمحكمة الدستورية هذه الخطوة، ليقتحم بذلك عرين أحد أضلاع المثلث العلماني المسيطر في تركيا (الجيش – الرئاسة – المحكمة الدستورية)، فضلا عن أنه ضمن أيضا تمرير العديد من القوانين في البرلمان.

الكاتب الاسلامي التونسي راشد الغنوشي وصف تجربة حزب العدالة التركي: "بأنها درس ناجح  لتجنب كل ما يفضي إلى تجدد الصدام مع صاحب السلطة، بل العمل على كسب ثقته، وكذا تجنب الصدام مع العسكر وهو ما لا يمكن تحقيقه مع استمرار زعامة أربكان، الطرف المباشر في ذلك الصدام، والابتعاد عن إثارة المعارك حول بعض القضايا الحساسة، مثل الحجاب، باعتباره من أسخن ساحات الصراع بين التيار الإسلامي والتيار العلماني، الذي لم يتردد في طرد نائبة من البرلمان، وشطبها، رغم أنها منتخبة... فقط بسبب إصرارها على غطاء الرأس، وهو ممنوع بنص دستوري، مع أن الزائر لتركيا يفاجأ بالحجم الواسع لانتشار الحجاب، بما يتراوح في مدينة مثل إسطنبول بين 70 إلى 80%، على حين أن أبسط معنى للديمقراطية أن تكون السلطة معبرة عن إرادة الشعب كله أو أغلبه على الأقل. وهذا مثل اخر صارخ على ما تتلظى به الحياة التركية من تناقضات، فهي خليط من إسلام وعلمانية، عثمانية وأوروبية، دكتاتورية وديمقراطية، حكم الشعب وحكم العسكر، بين شارع يملأه الإسلام ودستور يحاربه. هذا هو الواقع الذي يجب التعامل معه بالحكمة، والرهان على النفس الطويل في التطوير، وتأجيل طرح المحاور المثيرة، وإعادة ترتيب الأولويات، وإيلاء قضايا المعاش، وحقوق الإنسان، واحترام القانون، ومقاومة الفساد في نخبة الحكم".

من أهم مميزات حزب العدالة انه نجح في السير بخطى حثيثة نحو اهدافه رغم عشرات العقبات التي اعترضت طريقه, وهي صعوبات لا تقل عن الصعوبات التي واجهتها حماس اثناء ولوجها الحلبة السياسية, لكن الفرق الكبير هو في كيفية معالجتها وتفاديها بل وتجنيدها لتكون في صالح الرؤية الاستراتيجية .

الخروج من مواجهة العسكر

 

 

لقد التقط قادة الحزب بذكاء شديد كل الظروف السابقة وتعاملوا معها على مستوى عال من الاحتراف السياسي، فتجاوز الحزب بذكاء معضلة العسكر من خلال قلب أوراق الصراع وتحويل العامل الخارجي ،من عامل ضد الحزب، إلى عامل مساند له من خلال عملية واسعة من إعادة هيكلة الشعارات والأفكار والسياسات والانتقال من مرحلة الوسط بين الأيديولوجيا والبراغماتية إلى مرحلة البراغماتية الكاملة ، وكما قال بعض المراقبين : " لقد وضع أربكان الإسلام أمامه وكان يتعرقل به في صدامه مع العسكر أما أردوغان فقد وضع الإسلام في قلبه وسار إلى الأمام" .

لم يكن أمام الحزب في التعامل مع معضلة العسكر إلاّ سياسة قلب الطاولة على الخصم، والخروج من عنق الزجاجة التي كانت دوما تطيح بالتجارب الإسلامية التركية . فأعادوا تعريف هوية الحزب الفكرية والسياسية وتصنيفه على أنه حزب يمثل يمين الوسط على غرار الأحزاب الأوروبية المحافظة . وهل كان أمام مؤسسي الحزب غير هذا الخيار ؟! أوالرجوع إلى الحلقة المفرغة السابقة من الصراع مع العسكر ! أواعتزال الإسلام السياسي للحياة السياسية التركية ! أوالتحول إلى طريق العنف والذي نجد شواهده السلبية في كثير من تجارب الإسلاميين العرب ! . واستطاع المؤسسون تسويق الحزب من هذا الباب محليا ودوليا . فمحليا أزالت هذه الهيكلة الجديدة للهوية والشعارات هواجس الشعب من تكرار التجارب السابقة وانهيار طموحهم بتغيير سياسي داخلي . وخارجيا شكلت فرصة، في ظل ظروف ما بعد أيلول، للعالم الغربي لاختبار مقولة الإسلام المعتدل والتعايش بين الإسلام والغرب.

خطاب اصلاحي تجميعي

 

عمل الحزب على طرح خطاب إصلاحي وطني عام تجاوز فيه الشعارات الأيديولوجية والانتماءات الحزبية الضيقة، فاكتسب شعبية كبيرة من خلال تأكيده على الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية الدينية والإصلاح السياسي، ومحاربة الفساد السياسي وحقوق الأقليات.  كما اكتسب الحزب القاعدة الإسلامية الشعبية السابقة من خلال طرحه لخطاب إسلامي إصلاحي معتدل كان للشباب دور كبير في صياغته متجاوزين حدود الخطاب التقليدي الذي [ تمترس ] حوله شيوخ الحركة الإسلامية التركية . وانضم إلى الحزب عدد من الممثلين والفنانين والصحفيين والأدباء الذين رأوا في خطابه المعتدل مخرجا من الأزمة السياسية الكبرى . وحقق الحزب اختراقه الجديد من خلال حصوله على نسبة كبيرة من الأصوات في المناطق الناطقة بالكردية وكذلك المناطق العلوية، الأمر الذي افتقدته التجربة الإسلامية سابقا، وقد ساعد على تحقيق هذا الاختراق خطاب الحزب السياسي تجاه هذه الأقليات.

لقد اعلن  قادة الحزب بوضوح شعارهم الاكبر: ((الاعتدال في السياسة والفكر والسلوك))

 ثم شرحوا معنى ذلك الاعتدال بالتفصيلات التالية:
1- سوف لا تتمحور حركتنا الجديدة حول المشاعر والعقائد الدينية، وإنما على الأسس الديموقراطية والشفافية والحوار والتعاون.
2- لن تعمل حركتنا وفق أسلوب العمل السياسي القائم على الطاعة العمياء للزعيم أو الرئيس، كما كان جارياً في عهد أربكان، وإنما وفق أسلوب العمل الجماعي أو أسلوب عمل الفريق في السياسة والإدارة والحكم.
3- إنّ حركتنا سوف تنشغل بمعالجة القضايا التي تشغل بال مجموع الشعب التركي، الذي يشكو من البطالة وعدم المساواة في توزيع الثروات والنمو والعدالة الاجتماعية. ولذلك فقد وضعت برنامجاً طموحاً للحزب يتجسد في تحقيق دولة الرفاه، من خلال إصلاح نظام التعليم وتوفير الخدمات الصحية وتحقيق الضمان الاجتماعي في خطاب سياسي جديد موجه لكل المواطنين.
4- لسنا من دعاة المماحكات السياسية، وإنما بالعكس من ذلك فإنّ حركتنا الجديدة تدعو إلى المصالحة الاجتماعية والحوار والتعاون، لأنّ ثمة نقاطاً كثيرة مشتركة بيننا وبين الآخرين.
5- ثمة حقائق تركية وظروف موضوعية خاصة، لذلك فإنّ حركتنا سوف لن تكون خطراً أو تهديداً على النظام القائم، لأننا سوف لن نتّبع السياسات التي تشكل مثل ذلك التهديد.
6- سنلبي رغبة المواطنين في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسنقوم بتهيئة الظروف المناسبة لذلك الانضمام في إطار مصلحتنا الوطنية.
7- سوف لن تكون قضية الحجاب - للرأس دون الوجه - سبباً للمماحكات والصراع في برامج حزبنا المقبلة، لأننا سنقوم بحل مثل هذه القضايا في إطار حقوق الإنسان التي ندعو إلى حمايتها، لاسيما أنّ الحجاب لا يشكل المشكلة الأساسية للمرأة التركية، وإنما هي بحاجة إلى حل مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة في الحياة السياسية والتمتع بالحريات والمساواة في جميع المجالات. ولذلك فإنّ المرأة التركية سوف لن تكون رقماً أو زينةً أو لوناً في حزبنا، وإنما على قدم المساواة مع الرجل.
8- إنّ حركتنا سوف لن تمارس النظريات الاقتصادية والسياسية الطوباوية الجاهزة كالنظام العادل والنظرة الوطنية – القومية - التي كان يدعو إليها أربكان، وإنما السياسات الاقتصادية الواقعية والفاعلية والمنسجمة مع ظروفنا والمستجدات الدولية، في إطار نظام السوق الحرة مع حماية ذوي الدخل المحدود مالياً واجتماعياً.
9- ستحافظ حركتنا على أسس النظام الجمهوري ومبادئ أتاتورك، ولذلك لن ندخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية، وإنما سنتبع سياسة واضحة ونشيطة للوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك في إقامة المجتمع المتحضر والمعاصر، في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99 % من مواطني تركيا.

ان حزب العدالة قدم رؤية نقدية عميقة تعتمد لغة الأرقام والمعلومات والحقائق للحالة الاقتصادية التركية قبل الانتخابات ، وكوّن تصورا واضحا لأسباب الأزمة ومظاهرها وسبل الخروج منها، وحدّد رؤيته الاجتهادية بشكل واضح، وقدّمها للشعب، مقدما الوعود بتجاوز تلك الأزمة والخروج من الحالة السيئة، ولم تكن وعوده مبنية على شعارات ولغة خطابية أو فكرية [ معلّبة ] وإنما برامج اقتصادية صاغها خبراء في المجال الاقتصادي التركي في مقدمتهم الرجل الثاني في الحزب عبد الله غول.

يمكن القول إن حزب العدالة والتنمية قد حمل الإسلام في حين أن كثيرا من الأحزاب الإسلامية العربية عالة على الإسلام.

 

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة