القوى الاسلامية العراقية( الشيعية والسنية)

 

اعداد فاطمة الجاف/ اربيل

 

 

منذ نهاية اعوام الخمسينات بدأت تنشأ أحزاب عراقية ذات توجهات دينية واضحة، ومن أولها وأهمها، الحزب الاسلامي العراقي ذوالتوجه السني والقريب من حركة الاخوان المسلمين المصرية، كذلك حزب الدعوة الاسلامية ذو التوجه الشيعي. ان القوى الاسلامية هي المعنية قبل غيرها بتوحيد المسلمين العراقيين السنة والشيعة وخلق اسلام عراقي وطني توحيدي. حتى الآن من بين جميع الاحزاب الاسلامية، ليس هناك من تمكن أن يجمع في داخله شيعة وسنة، بل ظلت كلها حبيسة انتمائها الطائفي. ثمة محاولة فاشة قام بها احد المثقفين المنتمين لحزب الدعوة، وبعد خروجه عنه حاول ان يكون تنظيما بأسم (تجمع الديمقراطيين الإسلاميين) لكنه ظل محكوماً عليه بالفشل بسبب خروجه التام عن الفكر الاسلامي وتبنيه افكار الحداثة المكررة والسطحية. هنا نسجل لمحة سريعة للتعريف بالاحزاب الاسلامية السائدة حاليا في الساحة العراقية، مع عرض المواقف الحوارية والتقريبية التي تتتبناها في وثائقها الحزبية.

 

الشهيد محمد باقر الحكيم، أغتيل بسبب مشروعه الوطني التوحيدي

 

 

يعد آية الله محمد باقر الحكيم من أبرز القادة السياسيين والدينيين في العراق، ففضلا عن زعامته للمجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية، اضطلع بدور قيادي على المستويين الديني والأكاديمي .

ولد السيد محمد باقر الحكيم عام 1939 في النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ومركز المرجعية الشيعية والحوزة العلمية، وهو إبن المرجع الشيعي الأعلى الراحل السيد محسن الطباطبائي الحكيم الذي توفي أوائل السبعينات. تلقى علومه الأولية في المدارس الدينية في النجف ألأشرف، وبعد الدراسة الأولية تولدت لديه رغبة مبكرة في الدراسة في معاهد الحوزة العلمية.  وبعد نيله مرتبة عليا في العلوم الدينية، مارس تدريس الفقه والأصول وعرف بعمق الاستدلال ودقة البحث. وفي عام 1964 اختير استاذاً في علوم القرآن والشريعة والفقة المقارن في كلية أصول الدين. وتخرج على يديه الكثير من المختصين في علوم الدين والفقه.

وله مؤلفات دينية كثيرة منها "الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق" و"دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية" و"المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن" و"حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية". تعرض الحكيم شأنه شأن أفراد آخرين من عائلته إلى الملاحقة والسجن في السبعينات بسبب نشاطه السياسي المعارض. وبعد مغادرته بلاده عام 1980 انصب جهده على تنظيم المواجهة ضد نظام صدام. وفي هذه الأجواء تأسس "مكتب الثورة الإسلامية في العراق". ثم تحول هذا التنظيم إلى المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية، الذي اضطلع بدور سياسي بارز.

بعد 23 عاما من العيش في منفاه في إيران عاد آية الله محمد باقر الحكيم إلى العراق في آيار 2003، وحظي الحكيم لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الاشرف، حيث قتل بعد إمامته صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي.

وقد دفع الشهيد الحكيم حياته لانه اصر على الإسراع بقيام حكم وطني مستقل. وكرر في خطبه بعد عودته إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وانهم لن يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج. ودعا إلى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته".

 

الشيخ أحمد الكبيسي، رمز اسلامي عراقي

 

 

ان حكاية هذا الشيخ والمفكر الاسلامي العراقي، لهي مثال حي وواضح للمصير الذي يواجهه كل اسلامي يرفض اللعبة الطائفية ويصر على الوحدة العراقية. فما أن نشط هذا الشيخ بعد الاحتلال وأعلن عن تكوين حركته السياسية( الحركة الوطنية العراقية الموحدة) حتى كشّرت انياب المحتلين وأتباعهم ومعهم جميع المؤسسات الاعلامية وعلى رأسها (محطة الجزيرة) وشنت حملة شعواء لتشويه الرجل وتاريخه.

وقد ادرك الشيخ الكبيسي معنى هذه الحملة وفهم الرسالة التالية:

(( اذا لم تسكت وتترك العراق، فأن مصيرك هو مصير كل العراقيين الخارجين عن اللعبة الطائفية والقومية: الموت!))

وقد رأى هذا الشيخ بأم عينيه المصير الذي لحق بأمثاله من الرموز التوحيدية العراقية، أمثال الشهيد محمد باقر الحكيم، وعز الدين سليم.

لهذا اضطر ان يلجأ الى الصمت ويهجر البلاد.

ولد الشيخ احمد الكبيسي في محافظة الأنبار في العراق عام 1934 حصل على بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في الشريعة الإسلامية . له جمهور كبير يتوزع في مختلف دول العالم ، تقلد مناصب قيادية دينية عديدة :

- رئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق بجامعة بغداد

- رئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية – بغداد

- رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الإمارات ( أحد مؤسسيها )

- عضو في المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية – المدينة المنورة

- رئيس جمعية العلماء في العراق

- أسس بعد 2003 (الحركة الوطنية العراقية الموحدة في العراق ) وهي أول حركة اسلامية عراقية جمعت الشيعة والسنة، وكذلك العرب والاكراد والتركمان، وتبنت خطاب وطني عراقي توحيدي.

 

جماعة علماء العراق

 

الشيخ عبد اللطيف الهميمي رئيس الجماعة

 

وهي باعتراف الكثيرين، تكاد أن تكون المؤسسة الدينية الوحدوية التي تجمع رجال الدين من الشيعة والسنة، ولها فروع في بغداد والانبار والبصرة والموصل. لقد عقدت الجماعة مؤتمرها الاول في هذا العام2007، وعبرت عن مواقفها في البيان التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

من نحن وماذا نريد

 في هذا المنعطف التاريخي الصعب من مسيرة شعبنا العراقي وامتنا العربية والإسلامية، الذي تتعرض فيه هويتنا وعقيدتنا ومقدساتنا للعديد من الأخطار المحلية والإقليمية والدولية. وأمام الكوارث والتحديات التي يواجهها العراق، كـان لزاماً علينا نحن العلماء، أن نعمل على أن نعيد للإنسان كرامته ومكانته من خلال مراجعة نقدية للكثير من المفاهيم والتصورات التقليدية وإعادة النظر بالأولويات الاجتماعية بهدف الارتقاء بمجتمعاتنا كنظم وتنظيمات. 

·   نحن العلماء الداعين الى الاسلام بكل ابعاده وتعليماته الناصعة الرحيمة، حملة الرسالة وخلافة الأرض والشهادة على الناس والداعين إلى السلام والمحبة والخير والبعد عن الغلو والخصومة والتعصب، العاملين على أغناء الفكر الإسلامي وإثراء العقل بالمنطق والعلم القادرين على الوصول إلى حقائق العدل والإنصاف. 

·   نحـن العلماء ندعوكم للأخـذ بمبـدأ التسامـح الفكـري ونبذ التعصب الديني الذي يعتبر حالة مـن فعـل بشري مجتمعي يقود إلى التزمت والغلو في الحماس والتمسك الضيق الأفـق بعقيـدة أو فكرة دينية مما يـؤدي إلى الاستخفاف بـآراء ومعتقـدات الآخرين ومحاربتها والصراع ضدها وضد من يحملونها. وهي حالة مرضية على المستوى الفردي والجماعي وأن الدين والانسانية براء منها. 

·   نحن العلماء حملة مشاعل العلم الداعون إلى حرية الفكر وضرورة إصلاح النظم السياسية عن طريق ترسيخ الديمقراطية وتطبيق النظم النيابية والأيمان بقوة العلم والتفكير العقلاني كوسيلة للارتقاء، والمدافعون عن حرية الناس في أن يفكروا ويضعوا خياراتهم ويختلفوا فيما بينهم في حدود المحافظة على وحدة العقيدة والمجتمع والوطن. 

·   نحن العلماء الشهداء على هذه الأمة، الداعون إلى تحقيق المصالحة داخل الوطن الواحد والتطبيع بين النظم السياسية العربية والاسلامية وتطبيع النظم العربية والاسلامية مع مواطنيها سياسيا واقتصاديا في مواجهة الفقر والإفقار الاقتصادي والتهميش السياسي وكذلك مع دول العالم كافة. 

·   نحن العلماء ندعوكم إلى عمل تأسيسي يتطلب جهدا جماعيا منظما وصبورا وعميقا يهدف إلى إعادة بناء معرفي إسلامي خارج سياق الأطر التقليدية التي لا تتسع للتفكير. تلك الأطر التي أفقدتها المرحلة الراهنة مرتكزاتها العاجزة عن مواكبة متطلبات العصر. نحن ندعوكم إلى إيجاد ثقافة إسلامية قادرة على إنتاج الخصائص المعرفية والإجابات العقلانية للأزمات المستحدثة والمتجددة التي تواجهها مجتمعاتنا الإسلامية. يجب أن يكون رجل الدين قادرا على مخاطبة الإنسان المعاصر،وخلق مؤسسات دينية متعددة المكونات ،فيها علماء الدين ومفكرون ورجال سياسة واقتصاد واجتماع وإعلام وفنون وآداب. هدفها مخاطبة الإنسان المعاصر خطابا دينيا يجمع بين الدين ومتطلبات عصره.  

·   نحـن العلماء علينا أن نساهـم في إنتـاج رؤى جديدة للحياة الاجتماعية تسمـح بتشكيل البنى الذهنية وفق معطيات خصوصية تنسجم مع مناخ العصر وتعترف بالزمـن الوضعي المتغير وتـعيـد للوجـود معناه الحقيقـي. يجـب أن تكـون مساهمتنا فــي البنـاء أن نجتهد في إيجاد بدائل قيميـة وثقافية لكل ما ثبت عجزه حتى الآن مستفيدين من التراكم المعرفي للحضارة العربية والإسلامية. علينا أن نواجـه الآخر بموقف نابـع مـن النقـد الحضاري. ولكـي نفعل ذلك نرى ضرورة الأخذ بمبـدأ الوسطيـة كسلوك ونهـج ومنهـج حياة وفلسفة ، بوصفها شرطا أساسيا فـي تحقيـق نهضة وطنيـة وعربيـة اسلاميـة تنويرية جديــدة. 

·   نحـن العلماء نرى إن الغزو والاحتلال الأجنبي للعراق أوجـد كـوارث وتداعيـات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية معقدة ومتداخلة  يحتاج علاجها إلى مشاعل وطنيـة تخاف الله فيما أوجـد وخلـق، تعيد للوطن وحدته وكرامته وازدهاره. ولكي يتحقق ذلك بشكل عقلاني متوازن نرى أن الثوابت التالية تمثل الشروط الأساسية لبرنامجنا المرحلي في حده الأدنى : 

أولا. الـرفض الكامـل للاحتلال الاجنبي وتداعياته السياسيـة والاقتصادية، والعمل على إنهـاء الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة التي نصت عليها ثوابت الشريعة الاسلامية والقوانيـن والمعاهـدات الدوليـة. 

ثانيا. التأكيـد والعمـل على كافـة المستويات المحليـة والإقليمية والدوليـة، على تحقيـق وحـدة العـراق أرضاً وشعباً وسيادة. كما أننا نهدف ونعمل على تحقيق التحرر والتنمية والمشاركة في إقامـة دولـة العدالـة والمسـاواة والديمقراطية وأحترام حقـوق الإنسـان. 

ثالثا. العمل والالتزام بالتسامح والتعايش المشترك بين كافة أطياف الشعب العراقي، ونبذ الانتقام والقمع بكل اشكاله، ورفض كل ما يؤدي إلى الصراع الداخلي. 

رابعا. الالتزام بالشورى وبالديمقراطية وبمبدأ الرضوخ لإرادة الشعب العراقي واعتماد الحوار الحـر كمنهج عمل وممارسة فعليـة في إعـادة تأهيـل الوعـي من خـلال استبـدال ثقافـة الفوضى بثقافة النظام. 

خامسا. إن شريعتنا تحرم العدوان وتمنع الظلم وتلزمنا بإتباع السلام والتسامح والتعاون البشري. إن شريعتنا جاءت ضمن منظومة تربوية محاطة بأحكام إلزامية لا يمكن مخالفتها. 

سادسا. العمل على تأصيل وتوسيع ثقافة عراقية وعربية وإسلامية سمتها الشورى، تتعامل بشكل منطقي وعقلاني مع التحديات التي تواجهها وعلى أساس "المنهج الوسطي" الذي عليه أكابر علماء الامة. 

سابعا. تبني المنهج الإسلامي في تحقيق البنية الشاملة التي تقوم على العناية المتوازنة بالجوانب الروحية والاقتصادية والاجتماعية والاهتمام بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، مؤكدين حقه في الحياة والكرامة والأمن وضمان حاجاته الأساسية، وإدارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل والشورى  والاستفادة مما قدمه المجتمع الإنساني من صيغ وآليات لتطبيق الديمقراطية. 

ثامنا. احترام الحقوق الأولية للإنسان وكما هو مدرج في ميثاق الأمم المتحدة. 

تاسعا. تطوير مناهج إعداد الدعاة وإطلاعهم على الثقافات المعاصرة، وان نعيد للخطاب الديني حكمة العلم، وبصيرة الفكر وسلطان المعرفة. 

عاشرا. الإفادة من نتاج عصر الاتصالات ونظم تبادل المعلومات بأسلوب يتَسق مع الأهداف والمبادئ التي نسعى اليها. 

 

الحزب الاسلامي العراقي

 

 

تأسس الحزب بعد قيام ثورة 14 تموز وإطلاق الحياة الحزبية في 6 كانون الثاني سنة 1960م.  

يؤمن الحزب الإسلامي العراقي .. بالوحدة الوطنية القائمة على أساس جنسية المواطنين العراقيين دون التفريق بينهم .. ولا سيما إن الإسلام يلزم المسلم العمل لوطنه ورفع مستواه والذود عن حياضه ، ويعتبر ذلك من متممات إيمانه .

حاول الحزب الاتصال بجميع العناصر المسلمة في البلد دون الاقتصار على عنصر واحد ، فأجرى اتصالات في الشمال ومع النجف وكربلاء وغيرها من المدن مستهدفاً بعمله هذا ضم جميع القوميات والطوائف المسلمة إلى صفوفه، وذلك تطبيقاً لهدفه الرئيسي في جمع الصفوف .

تميزت العقود الاربعة الماضية بغياب الحريات مما أدى الى ظهور العديد من المظاهر السلبية، فتعاظمت النبرة والمشاعر القومية والطائفية المتطرفة وتركت بصماتها على عموم الوطن العراقي، وقد وجدت القوى الخارجية المعادية لبلدنا في هذه الحالة فرصة للنفاذ من خلالها وتحقيق مشاريعها المعادية للعراق .

نجد مايلي في برنامج الحزب الإسلامي ... لقد سعى حزبنا بعد سقوط النظام ووقوع العراق تحت الاحتلال الى تبني سياسة تهدف الى تحقيق التوازن في المجتمع بين المكونات العراقية المختلفة ردا على محاولات البعض فرض الهيمنة على مقدرات العراق وتهميش الاخرين دون وجه حق، ولكنها كانت سياسة مرحلية كنا مستعدين لممارستها نصرة الى أي طائفة ومكون من مكونات الشعب العراقي يتعرض الى الاضطهاد أوالتهميش ولم نفعل ذلك نتيجة نزعة طائفية أوعصبية مذهبية، إذ أننا ومن منطلق تساوي العراقيين في الحقوق والواجبات واشراك الجميع في تحمل مسؤوليات الوطن وقفنا موقفا مناصرا للقوميات كالاكراد والتركمان وللقوى السياسية التي استبعدت عن المشاركة السياسية, وطالبنا باشراك الجميع في الهيئات السياسية وبالشكل الذي يتناسب مع مكانتهم في المجتمع .

إن مشروعنا السياسي يقوم على أساس الوحدة الوطنية العراقية ونحن نعبرعن ذلك بما يأتي :
1. الخطاب السياسي الوحدوي : حيث نعتمد خطابا سياسيا للعراقيين جميعا يتجاوز أي طرح فئوي أو قومي أو طائفي معتبرين العراق كيانا واحدا والعراقيين شعبا واحدا تجمعهم مصالح ومهمات وطنية مشتركة, ونعتبرأنفسنا لكل العراقيين لانفرق بين طائفة وطائفة أو مكون وآخر, فالعراق لا يستقيم أمره الاّ أن تكون قواه الوطنية معبرة عن مصالح الجميع .
2.التوازن السياسي : نؤكد على ضرورة أن يقام توازنا سياسيا في أجهزة الحكم بين المكونات العرقية والقوى السياسية بشكل ليس فيه غلبة لمكون على آخر أولقوى سياسية على حساب القوى الاخرى، وهذا الامر لابد منه لسنوات قادمة الى أن تهدأ المشاعر المتطرفة ويجد العراقيون ان مصالحهم مشتركة وان أهدافهم واحدة, وعندها سوف يعاد تركيب الاحزاب بناءاً على برامجها لا بناءاً على اصول قادتها القومية أوالمذهبية, والى أن يتحقق ذلك لابد من أن يقتنع الجميع ان مصلحة العراق هي في وضع توافقي سواءاً بين القوى السياسية أو بين الفئات العرقية والمذهبية وليس هناك معنى لاثارة قضايا الاقلية والاغلبية ولأن الحل السياسي المطلوب مساهمة الجميع في بناء الدولة وفي المجتمع متعدد الاعراق .
3. معالجة المشاكل بالحكمة : حيث نرى ان ايجاد حلول عملية للمشاكل التي تكونت خلال الحقبة البعثية ومعالجتها ينبغي أن تكون بالحكمة وبصورة لا تؤدي الى إيجاد توترات جديدة بين مكونات المجتمع العراقي, فقد ورثنا تركة ثقيلة لابد من معالجتها معالجة متأنية تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل التي من الممكن أن تؤدي الى تفجير الاوضاع .
4. الفيدرالية والوحدة الوطنية : نحن ننظر الى الفيدرالية التي تطالب بها الاحزاب الكردية نظرة ايجابية رغم ما يثار حولها من اعتراضات, غير أن لنا تصورنا الخاص حول هذه الفيدرالية, فاننا نريدها تعزيزًا للوحدة الوطنية من أجل عراق قوي, ولا نرضى بأي حال من الاحوال أن تتحول الى خطوة لإنفصال تخطط لها بعض القوى الأجنبية, ونعلم أن روابط الكرد مع العرب من القوة بمكان بحيث يمكنها أن تفوت الفرصة على كل من يحاول أن يستغل المشاعر القومية للكرد أوالعرب, ولكن علينا أن نزيل ما نشأ من عوامل توتر بين القوميات استناداً الى القيم والمعاني الاسلامية التي نؤمن بها والى قواعد العمل المشترك وتساوي الواجبات والصبر والاناة في التعامل مع كل ما يمكن ان يسبب توتراً .

إن خطابنا لا ينبغي أن يكون خطاباً قائماً على التذكير بالمصالح والقواسم المشتركة فقط , بل لابد أن ننطلق فيه من حقيقة انتمائنا الى الاسلام وإيماننا بمبادئه وقيمه وادراكنا ان الانسان العراقي لابد من إعادة بنائه على أساس من تلك من تلك القيم ووفق تلك المبادئ .

وعندما نتكلم عن الاسلام فنحن ننطلق من المشاركات القائمة بين جميع المسلمين باختلاف قومياتهم ومذاهبهم متجاوزين جوانب الاختلاف التي لا مكان لها في هذا البنيان المجتمعي المتماسك .

إن القرآن الكريم والسنة النبوية وتاريخ السلف من آل بيت النبوة المطهرين وصحابة رسول الله (ص) فيه الكثير من القيم الاخلاقية والدروس العملية التي يمكننا الاستفادة منها في ذلك, وعلينا ونحن نعمل على بناء الوحدة الوطنية العراقية أن نبنيها بناءاً متماسكاً .

حزب الفضيلة الاسلامي العراقي

 

 

وقد تكوّن في البصرة من بعض رجال الشيعة والاساتذة، بعد الاحتلال الامريكي عام 2003.

ومن النقاط الحوارية والتقاربية التي يدعوا اليها الحزب، حسب أحد مؤسسيه الشيخ اليعقوبي :

1- نشر الفضيلة في المجتمع ومنع الفساد والإنحراف .

2- ايصال العناصر الكفوءة والنزيهة الى المواقع المسؤولة في إدارة البلد على جميع المستويات .

3- الإرتقاء بمستوى الوعي والثقافة والعلم لدى أبناء المجتمع .

4- تحقيق العدالة في الأمة واستقرار الأمن وإنعاش الوضع الإقتصادي .

5- الحفاظ على وحدة البلد وتركيبته الإجتماعية واستقلاله .

6-  توفير الحقوق والحريات لجميع فئات الشعب وطوائفه وأعراقه بما لا ينافي الفقرات أعلاه.

7- وضع دستور للبلد يضمن النقاط أعلاه ولا يتقاطع مع الشريعة .

8- الحوار مع جميع التيارات الممثلة لفئات الشعب والإنفتاح عليها .

9- تنسيق المواقف تجاه القضايا العامة مع الأحزاب والحركات الإسلامية.

إن أختيار (الفضيلة) عنواناً له جاء منسجماً مع أهدافه وطبيعة الصراع الجاري في هذه المرحلة فإن الحكومات الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية جاءت الى هنا لتنفذ بنفسها المشروع الذي وضعته لتغيير المعالم الثقافية والأخلاقية والعقائدية والسلوكية وإلحاقها بالنموذج الغربي الذي نختلف معه في أسسه الحضارية ومنطلقاته الفكرية وأهدافه أما حضارتنا فيمكن تلخيصها بالفضيلة في العقيدة والسلوك والأخلاق.

ولكي لا أطيل عليكم فإني أحيلكم لمعرفة تفاصيل هذه الأفكار وغيرها الى عدة من اصداراتنا ككتاب (نحن والغرب) الذي يصور طبيعة الصراع بين الإسلام والغرب وماهو تكليفنا فيه وكتاب (خطاب المرحلة) بأجزاءه لزيادة الوعي بإستحقاقات هذه المرحلة وكتاب (المعادل الموضوعي) الذي شرح فيه الاستاذ احسان العارضي أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الأسس النظرية للحضارتين الإسلامية والغربية وأهدافهما وخصائص النموذج الإسلامي المعادل والمقابل للنموذج الغربي وكتاب (نظام الحكم المناسب في العراق) للاستاذ الدكتور نديم الجابري الامين العام لحزب الفضيلة.

وقد اشتركت كوادر الحزب مع فضلاء الحوزة العلمية بإشراف المرجعية في تقديم أعمال ناضجة كمشروع الحل السياسي للمرحلة الانتقالية الذي انجز قبل تأسيس مجلس الحكم وهو مشروع مفصل يقدم الحل عبر مراحل تضمنت خطوات العمل حتى توقيتات هذه المرحلة وكان يمكنه لو اخذ به أن يعجل بتصحيح الوضع السياسي القائم. الا انهم بعد عدة اشهر من المعانات والخسائر اخذوا ببعضه وأفرغوا البعض الآخر من محتواه بما يعرف باتفاق 15 تشرين الثاني واشتركوا ايضاً في اجراء استطلاع للرأي حول عدد من القضايا السياسية المهمة تضمن (19) سؤالا مع مقدمات تعريفية بالافكار المستفتى عنها.

 

التيار الصدري

 

 

مؤسسه وزعيمه هو السيد مقتدى محمد محمد صادق الصدر، بعد الاحتلال الامريكي، وصحيفته "الحوزة الناطقة" الأسبوعية.  من المعروف ان التيار الصدري رغم الجماهيرية الواسعة التي يتمتع بها، الاأنه لا زال يفتقد الى البرنامج الفكري والسياسي الواضح والمعلن. ولكن من خلال بعض مقالات كتابه تتوضح النقاط البرنامجية التالية:

1. إن المرجعية الدينية هي للمعصوم أولاً وبالذات وأن من أراد التفريع فليكن مع إمام العصر والزمان وليقارع أعداءه ولينصره، فلا يمكن قبول أقل من ذلك على أي حال من الأحوال.

2.  إن المرجعية السياسية هي للوطن وحريته واستقلاله ولا يمكن عقد أي تحالف مع أية جهة لا تعمل جادة على استقلال الوطن ونيل حريته .

3.  إن المرجعية الاجتماعية هي للشعب وهيئاته المنتخبة ومؤسساته الخيّرة الفاعلة في رفع الحيف والظلم الاجتماعي .

ولهذا للتيار الكثير من المواقف والممارسات الوطنية والحوارية مع القوى الدينية السنية.

 

هيئة علماء المسلمين في العراق

 

 

تكون هذا التجمع بعد الاحتلال الامريكي من مشايخ السنة المقربين من التيار السلفي. ومن بعض رجال الدين السنة من المعتدلين أمثال الشيخ عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني، ويتهم هذه الهيئة بالعلاقة بتنظيم القاعدة الارهابي، وبمسؤوليتها عن تبرير ذبح الآلاف من أبناء المناطق السنية بسبب رفضهم للأرهاب الذي يتحجج بالمقاومة. وتسعى الهيئة الى تحقيق أهداف كثيرة من أهمها:
1- تمثيل المرجعية الشرعية للسنة في العراق في مختلف جوانب الحياة.
2- العمل على تحرير العراق من الاحتلال بكل الوسائل المشروعة والممكنة والوقوف أمام كل قوة تريد سلخ بلدنا عن هويته التاريخية والحضارية.
3- إشاعة روح الأخوة والتفاهم والتسامح بين أبناء الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية والمذهبية.
4- الاهتمام بالدعوة الإسلامية ورفع مستوى العلوم الشرعية بشتى الوسائل والسبل الممكنة.

وللهيئة (18) فرع في المحافظات، وتصدر عنها جريدة (البصائر) الأسبوعية، وهي لسان حال الهيئة، كما تصدر جريدة (المنبر) عن فرع الهيئة في بغداد - الرصافة، ونشرة (المنابر) عن فرع الهيئة في الفلوجة، وعدد من النشرات المحلية: ورقية وجدارية وتواكب الهيئة الأحداث من خلال بياناتها العامة.

تدعوا هيئة علماء المسلمين في العراق أبناء الشعب العراقي بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم إلى نبذ الخلافات والعمل معاً تغليباً لمصلحة العراق التي هي مصلحة الجميع والتلاقي على ميثاق شرف يقوم على الأمور الآتية:
أولاً: الولاء لله أولاً ثم للعراق ثانياً، وتقديم مصلحته على كل المصالح الشخصية والسياسية والمذهبية والعرقية وغيرها.
ثانياً: رفض الاحتلال بشتى صوره كلٌّ حسب استطاعته وبالطريقة التي يراها مناسبة ومؤدية لهذا الواجب الديني والوطني.
ثالثاً: العمل الجاد لإنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن وبكل الوسائل المشروعة الممكنة؛ لأن الاحتلال يمثل المشكلة التي لا يمكن للعراق الخروج من الكارثة التي هو فيها اليوم بدون زواله نهائياً.
رابعاً: المصالحة الوطنية الصادقة التي يتم فيها جدياً القضاء على النـزاعات والخلافات وكل المظاهر المزعجة الغريبة على شعبنا والمهددة لاستقراره ووحدته كالاختطاف والقتل والتصفيات الوظيفية ومحاولات الاستيلاء على الأموال العامة والخاصة ودور العبادة وغير ذلك من الأعمال الشاذة وغير المبررة.
خامساً: الإقلاع عن كل ما يولد الحساسيات ويثير الخلافات ويؤجج الفتن من أقوال وأفعال وسلوكيات شخصية أو إعلامية أو غيرها.

 سادساً: العمل الجاد على جمع الكلمة ووحدة الصف وتوحيد الهدف للجميع في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ بلدنا وشعبنا لقطع الطريق على من يريدون الشر بالعراق وأهله تحقيقاً لمآربهم الخاصة.
سابعاً: الحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف أو عذر من الأعذار.
ثامناً: إيجاد مرجعية أو لجنة متابعة عليا لتفصيل مواد هذا الميثاق من كل الفئات الفاعلة وذات التأثير الحقيقي في الشارع العراقي للنظر في الأحداث والقضايا المستجدة التي تحتاج إلى حل أو رأي مشترك فيها، وبواقع ممثل واحد على الأقل من كل جهة. 

 

حزب الدعوة الاسلامية

 

 

يعد حزب الدعوة أحد أقدم الأحزاب الاسلامية العراقية، وقد تم تأسيسه عام 1957 في مدينة كربلاء والنجف على يد مجموعة من علماء الدين الشيعة. وقد تعرض إلى ضغوطات من نظام عبد الكريم قاسم والبعث، بحيث أجبر أعضاؤه على الفرار إلى الخارج. كان للإمام محمد باقر الصدر دوراً رئيسياً في الحزب حتى إعدامه عام 1980.  وحالياً يقود أبو عقيل الهاشمي، جناحاً صغيراً منشقاً عن الحزب تحت أسم حزب الدعوة - تنظيم العراق.

 

الموقف من مكونات الشعب العراقي :

 

الشعب العراقي متعدد الأعراق والمذاهب والديانات، ففيه العرب والكرد والتركمان والآشوريون، والكرد الفيلية والشبك وغيرهم، والمسلم الشيعي والسني، والمسيحي، والصابئي واليزيدي وغيرهم. وهذه المكونات متآخية في نسق يشكل شعبا واحدا يجمعه العراق ووحدة المصير والمصالح، وحزب الدعوة الإسلامية يحرص على سلامة هذا التعدد واستمراره ضمن إطار الأخوة، لذلك يدعو إلى:
1- ضمان حقوقهم في المشاركة السياسية والانتخابات العامة والمحلية، وتخصيص مقاعد لممثليهم في الجمعية الوطنية تتناسب والحجم السكاني لهذه المكونات داخل المجتمع العراقي، وذلك باعتماد أفضل السبل لضمان وجودهم في هذه المؤسسات وعبر آليات انتخابية تضمن هذه الحقوق.
2- ضمان حرية العبادة والسماح بممارسة طقوسهم الدينية واحترام دور العبادة الخاصة بهم، وحماية هذا الحق من التجاوز والاعتداء.
3- حماية الحقوق الثقافية لهم وفسح المجال لإنشاء مدارسهم ومعاهدهم وجمعياتهم وصحفهم ووسائل إعلامهم الخاصة.
4- منع ممارسة أي اضطهاد سياسي أو ديني أوعنصري ضدهم من قبل السلطة أوالمؤسسات الأهلية وشرائح المجتمع الأخرى.
5- اعتبار مدينة كركوك منطقة وفاق وطني لجميع القوميات العربية والكردية والتركمانية والكرد الفيلية والكلدواشورية وغيرهم، ولا يجوز الترحيل القسري لمن يسكنها، كذلك ينبغي عودة المهجرين منها قسرا إذا رغبوا.

كذلك من النقاط المفيدة للحوار والتقارب التي يتبناها حزب الدعوة في برنامجه السياسي :
1- بناء عراق دستوري ديمقراطي فيدرالي، في إطار الوحدة الوطنية، مع التأكيد على وحدة العراق أرضا وشعبا وسيادة، يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدانيين، والكرد الفيلية والشبك وغيرهم، وعلى اختلاف أديانهم: المسلمون (الشيعة والسنة) والمسيحيون، والصابئة واليزيديون وغيرهم، من دون تمييز عنصري أوديني أوطائفي.
2- توفير الأمن والسلام لكل المواطنين.
3- صياغة دستور دائم للبلاد لا يتقاطع مع مبادئ الإسلام وقيمه، ويمنع تشريع كل ما يتعارض مع الثوابت الإسلامية المعتمدة لدى غالبية العراقيين، ويصاغ من قبل لجنة تنتخب من قبل الشعب العراقي. وينبغي أن يحصل الدستور الدائم على موافقة الأمة عبر استفتاء مباشر وحر ونزيه. كما يجب اعتماد النظام الانتخابي الأنسب لمجتمعنا وتركيباته القومية والمناطقية والدينية والمذهبية والسياسية، والذي يضمن للجميع فرص المشاركة، دونما اعتماد نظم قد تفضي إلى استبعاد أحد المكونات كنتيجة طبيعية لآلية ونوع النظام الانتخابي المعتمد.

 

المجلس الاسلامي الاعلى العراقي

 

 

في (17تشرين الثاني 1982) أعلن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، في مؤتمر صحفي موسع تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ليكون كيانا قياديا لادارة الثورة الاسلامية في العراق.ان شعارات المجلس وأهدافه العامة في هذه المرحلة هي:

1- الحرية: وتتجسد في المفهوم الاسلامي بتوحيد الله، والتحرر من جميع العبوديات والضغوط والاغلال، وتقوم الحرية على العزة والكرامة الانسانية، ووجوب اعتماد النظام الحاكم على ارادة الشعب، ورفض دكتاتورية الفرد أوالحزب أوالطائفة، وكذلك رفض الحكم المفروض من الخارج.

2ـ الاستقلال: ونعني به استقلال ارادتنا الوطنية دون تبعيّة، واستقلال وطننا دون هيمنة أجنبية، واستقلال شعبنا دون تسلط، والاعتماد على الذات، وأن يعود العراق الى موقعه الطبيعي بين البلاد الاسلامية والعربية والمجتمع الدولي.

3ـ العدالة: وهو الهدف الاسمى في النظام الاجتماعي، الذي دعت اليه الرسالات السماوية وخصوصاً الاسلام، حيث يتطلع الناس الى العيش الكريم، ويتمثل ايضاً في التوزيع العادل للثروات بين مكونات الشعب العراقي، ومشاركة الشعب في القرار السياسي، وتحقيق الحقوق القومية والمذهبية، والاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على مستوى الدولة والمجتمع، بما فيها إلغاء سياسات التمييز، وتعويض الاوساط التي تضررت من النظام المقبور، وملاحقة المجرمين الذين اعتدوا على الاعراض والارواح والاموال، قانونياً من خلال المحاكم.

المرجعية الدينية :- وهي مؤسسة أصيلة تعمل لمصلحة الاسلام والشعب العراقي، وتقف معه في طموحاته وأهدافه، ويجب دعمها، والالتفاف حولها، والدفاع عنها وحمايتها، والتنسيق والتعاون والتشاور معها، وأخذ الموقف الشرعي منها، ومساعدتها في تطوير مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الجماهيرية.. وعلاقتنا معها ستراتيجية ثابتة وليست تكتيكية مؤقتة لانها تمثل الشرعية في عملنا.

مؤسسات المجتمع المدني :- نعمل على إحياء المؤسسات الدينية وتطويرها فهي جزء من مؤسسات المجتمع المدني ( غير الحكومية)، كالمدارس الدينية والمساجد والعتبات المقدسة، والوقف الديني والحوزة العلمية. أما موقفنا من المؤسسات المدنيّة الاخرى كالنقابات والاتحادات والجمعيات، فنعمل على حمايتها واحترامها، ومن جهة اخرى نعتقد بضرورة وجود أوسع مشاركة للشعب العراقي بنخبه المثقفة وكفاءاته العلمية وجمهور الشعب العراقي في صياغة واقع الحياة الجديدة المنشودة في العراق، وذلك من خلال مؤسسات المجتمع المدني التي يجب أن تساهم الى جانب مؤسسات الدولة في تحمّل أعباء نقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة. كما نعتقد بضرورة أن تكون هذه المؤسسات مستقلة تعمل وفق الاطر القانونية التي تضعها السلطة التشريعية المنتخبة. 

الوحدة الوطنية :- في رؤيتنا ان الوحدة الوطنية يجب أن تقوم على احترام خصوصيات الشعب العراقي والاعتراف بالحقوق المشتركة بين المواطنين، وعدم التمييز بينهم... والمواطنة الواحدة لابد أن تكون متساوية لكل عراقي، وكذلك توظيف التنوع القومي أوالديني والمذهبي في اغناء أواصر الوحدة الوطنية والتثقيف على القواسم المشتركة بين ابناء الشعب في اعتراف متبادل بالحقوق كواقع لا يتنافى مع نسيج الشعب العراقي.

الشعائر الدينية :- وهي مفصل أصيل في الموروث الديني والاجتماعي والثقافي والهوية الدينية للشعب العراقي، ويجب ان تعبّر الشعائر عن أصالة الانتماء. يجب احترام الشعائر وحمايتها قانونياً وتقوية مؤسساتها وتطوير عملها وتفعيله بما يخدم الاهداف العامة لحركة المجتمع الدينية والمدنية.

القوى الوطنية :- تقوم العلاقة مع القوى الوطنية الموجودة في الساحة على عدد من الثوابت من بينها: - الاحترام والتعاون والتنسيق معها بشكل عام - الالتقاء على القواسم المشتركة والمبادئ العامة - التنسيق مع القوى الحقيقية الفاعلة في الساحة.

القوى الاسلامية :- الموقف من القوى الاسلامية هو، موقف الاخوة والتعاون والتنسيق والنصرة والمحبة، والتواصي بالحق والصبر، والسعي للاتحاد معها، وتنسيق المواقف وإيجاد ميثاق عمل مشترك معها، وانشاء بيت اسلامي منها هدفه الحوار والتشاور والتنسيق وتوحيد المواقف.

التشكيلات السياسية والثقافية والاعلامية والخدماتية في المجتمع: الموقف من الاحزاب والنقابات والاتحادات والجمعيات والمؤسسات، ايجابي بشكل عام، والمبدأ العام للعلاقة هو الدعم والمساندة والتعاون معها، مادامت تلتقي معنا في الهدف العام لخدمة العراق وحفظ استقلاله وسيادته وتجسيد الارادة الشعبية والدفاع عن حريات الشعب وحقوقه.

العلماء: والمقصود بهم علماء الدين ووكلاء المرجعية في المدن والمناطق، وطلبة العلوم الدينية. والموقف منهم هو: التعاون والتنسيق والدعم والمساندة، والقيام بالمشاريع المشتركة من أجل تقوية مؤسساتنا الثقافية والدينية والتبليغ والارشاد في الامة وتنظيم العلاقة معهم ليكون الاداء أكثر فعالية واكمل في نتائجه.  

الطوائف والاقليات في العراق :- المجتمع العراقي متنوع منذ القديم في انتماءاته القومية والمذهبية والدينية ولم يحل ذلك دون انسجامه وتعايشه. وظل الشعب العراقي منسجما مع نفسه، بالرغم من السياسات الخاطئة للانظمة المتعاقبة على الحكم التي كانت تقوم على منهج التمييز الطائفي والعنصري بين أبناء البلد الواحد. وقد واصل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في خطابه السياسي والاعلامي وتحركه الميداني وفي متبنيّاته السياسية التأكيد على انّ العراق هو بلد لجميع العراقيين، ولابد للجميع أن يشاركوا في ادارته، والعمل على الغاء سياسة التمييز العنصري والطائفي. وكان سعي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بالتعاون مع باقي القوى والمؤسسات العراقية ينصب على اقامة نظام يتساوى فيه أبناء الشعب العراقي في المواطنة وحقوقها وتترسخ فيه الاخوّة الاسلامية والوطنية ووحدة الوطن، وبناء صرح قوي للحق والعدل لجميع المواطنين بدون تمييز، وان تحصل الاقليات والاخوة الكرد والمذاهب الاسلامية على ضمانات تحمي حقوقها من تقلبات الوضع السياسي في المستقبل.  فأبناء الشعب العراقي متساوون في حقوقهم، متأطرون بالاخوّة الاسلامية والوطنية، ذلك انّ تقسيم الشعب سياسيا الى شيعة وسنّة والتعامل التمييزي معه وفق هذا المقياس غير صحيح وينذر بأسوأ النتائج والتي تحقق الكثير منها في السابق. ان الغاء خصوصيات الشعب العراقي مرفوض مثلما نرفض التعامل معها بدوافع طائفية اوعنصرية اواستعلائية، ولذلك فأن اعادة بناء الدولة العراقية على أسس سليمة تضمن حقوق الجميع وتحترم خصوصيات المجتمع العراقي يشكّل الاطار العام الذي تتحقّق في داخله مصالح جميع التكوينات الاجتماعية من السنة والشيعة ومن العرب والكرد والتركمان وغيرهم، وفي اطار وحدة وطنية وعدالة شاملة للجميع.

 

الاتحاد الاسلامي الكردستاني العراقي

 

 

تشكل هذا الحزب في حزيران (يونيو) 1994. ويعتبر نفسه امتداداً لحركة الإخوان المسلمين التي تشكلت في العراق في نهاية الخمسينات. وهذا الحزب له شعبية واسعة في المدن.  يشير في المادة الأولى من منهاجه إلى كونه (حزب سياسي إصلاحي يجاهد لحل كل القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور إسلامي). ولـه صلات وثيقة بحزب «الرفاه الإسلامي» في تركيا وحركة «الإخوان المسلمين» في مصر.

 

المواقف الديمقراطية والحوارية

 

يمكن تسجيل المواقف الحوارية التالية المسجلة في وثائق الحزب وبرنامجه:

ـ المبادئ الاسلامية الثابتة: مرجع العمل السياسي ومصدر استلهام للقيم. – الاصلاح: رؤية للعمل السياسي وإدارة المجتمع والتغيير السلمي. – العدالة: ضمان لحقوق الفرد والمجتمع ومقياس لتصنيف السلطة. - التراث الاسلامي وتأريخه: تجربة بشرية محددة بالزمان والمكان، ومقدار الاستفادة منها يتوقف على مدى الاستجابة لمتطلبات العصر وأزماته. - الفهم المقاصدي للاسلام والشريعة الاسلامية: طريق لاستيعاب العصر وحل الازمة الفكرية. – الشورى: من قيم الاسلام العليا، وتطبيقها في الحياة السياسية المعاصرة، مرهون بالاستفادة من آليات الديمقراطية بالشكل العملي لضمان الشرعية والمشاركة السياسية وتحقيق الحريات. - القبول بالتعددية والنتائج المترتبة عليها، والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات العامة. - الشعب مصدر السلطات، يحكم نفسه من خلال ممثليه المنتخبين وفق دستور مدني. - الحرية قيمة انسانية مركزية، تجسد تكريم الخالق للانسان.-الارهاب والتطرف منافيان لروح الاسلام، ومصدران مهددان لحياة الشعوب والوضع الراهن في العراق واقليم كردستان. - حرية المعتقد والدين من الحقوق الاساسية للانسان، يجب ضمانها لكل انسان وفق القانون.- حق الحياة والبحث عن السعادة البشرية من الحقوق الالهية والطبيعية مكفول لكل انسان، ولا يحق لأي أحد انتزاعه منه. - الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض، ومتساويان في الحقوق والكرامة الانسانية. ـ التعددية القومية والدينية والمذهبية والسياسية عنصر قوة واثراء للشعب في ظل التعايش والتسامح. - كل الذين يعيشون في اقليم كردستان والعراق، متساوون في حق المواطنة بالرغم من اختلافاتهم القومية والدينية والسياسية. - رفض الانغلاق باسم الاصالة، ورد الذوبان في الآخر باسم الحداثة، والاقرار بان التفاعل الثقافي والحضاري هو طريق التنمية والتجديد الحقيقي.- الحوار مبدأ اسلامي، واسلوب حضاري لحل الازمات درءاً للعنف وعدم القبول الآخر. - الاعتدال في الفكر والممارسة، مطلب اسلامي وضرورة الحياة المعاصرة في الواقع الكردستاني والعراقي. - الدكتاتورية والانفراد بالسلطة، منبع معظم الفساد والتخلف في ماضي وحاضر المنطقة، ومناهضتهما واجب اسلامي واخلاقي ووطني لجميع شعوب المنطقة وحركاتها السياسية. - رفض التعصب والاقصاء القومي والديني والمذهبي والطائفي في كردستان والعراق. - المشاركة في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي برلماني تعددي موحد. - العمل على انهاء الارهاب والعنف، واستتباب الامن واعادة الهدوء والاستقرار إلى ربوع البلد. - رفض ومناهضة الاستعلاء القومي أوالمذهبي أوأي شكل من أشكال التسلط والتفرد في عراق المستقبل . - العمل على دعم عراق مسالم مبني على أسس حسن الجوار والمصالح المشتركة في علاقاته مع دول الجوار والمنطقة.

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة