آثار

جنود الاحتلال يحفرون أراضي قواعدهم في كركوك فيعثرون على كنوز أثرية عراقية تعود لآلاف السنوات

 

هيوا عزيز/ كركوك

 

 

         آثار سومرية

أعلن فريق من منتسبي القوات الجوية الأميركية المرابطين في قاعدة كركوك الجوية، العثور على مجموعة من اللقى والقطع الاثرية المصنوعة من الفخار، يعود تاريخها الى أكثر من الفي عام مضى، وقد عثر الفريق على تلك القطع الأثرية اثناء القيام بأعمال حفريات وبناء، داخل القاعدة الجوية، التي كانت مطاراً عسكرياً في عهد النظام السابق. وكان العريف كيلي ويفمينت مشغل المعدات الثقيلة في سرب الاستطلاع 506، يقوم بأداء بعض الأعمال الروتينية قرب أحد المهابط الخاصة بالطائرات المروحية، عندما لاحظ جسماً غريباً فسارع بدوره لأخبار زميله العريف ميكائيل ماسي الذي يعمل سائقا في الموقع ذاته، بما شاهده وتبين لهما بأن الجسم الغريب ما هو الا عبارة عن قطعة اثرية مصنوعة من الفخار.

ثم عمدا الى البحث في أنحاء المكان عن أجزاء أخرى، فوجدوا المزيد من تلك القطع، وبعد ذلك حضر عدد آخر من اعضاء الفريق للمشاركة في أعمال البحث، فتم العثور على أكثر من مائة قطعة أثرية مصنوعة من الفخار في ذلك الموقع وحده.

وقال المهندس المتخصص في شؤون البيئة الملازم براين ويرنل في تصريح لمؤسسة القلعة الاعلامية التابعة للقوات الاميركية في كركوك، إن هناك ثلاثة مواقع إضافية محيطة بالقاعدة الجوية، تم اكتشاف قطع أثرية فيها من قبل سكان المنطقة، الذين نقلوا تلك اللقى الى مكان آمن في القاعدة للاحتفاظ بها، مشيراً الى انه جرت الاستعانة بأحد خبراء الآثار المحليين للمساعدة في دراسة القطع الأثرية ومعرفة الحقبة الزمنية التي تعود إليها.

ويصف العديد من مؤرخي المناطق المحيطة بقاعدة كركوك الجوية بموطن الحضارات القديمة، حيث كانت مدينة «نوزي» التابعة لحضارة بلاد وادي الرافدين، تقع في جنوب غربي القاعدة الحالية، وقد أسفرت أعمال التنقيب التي أجريت في بداية القرن الماضي في تلك المناطق، عن العثور على مكان يستخدم كأرشيف لحفظ حوالي أكثر من أربعة آلاف لوحة من ألواح الطين، التي نقشت عليها نصوص بالخط المسماري الأكدي.

والى الشرق من القاعدة الجوية الحالية تقع حضارة «جرمو» التي تعتبر أول مجتمع زراعي نشأ قبل 7 آلاف سنة قبل الميلاد. وقال الملازم ويرنل نحن نبحث الآن عن سبل التعاون مع المؤرخين المحليين بغية تنفيذ الاجراءات التي من شأنها التسريع في عمليات التنقيب ودراسة القطع الأثرية، التي يتم العثور عليها مستقبلاً، وبسبب حساسية المعنى التاريخي للمنطقة، يقع على عاتق منتسبي القوة الجوية من وحدة (506th ECES) مهام كبيرة عليهم إنجازها.

    وأضاف «ما نحن بصدده الآن هو الاستعجال في إجراءات الاستعانة بالخبراء المحليين، لفحص القطع الأثرية بتمعن، ومن ثم نقرر فيما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في عمليات البناء والإعمار الجارية في المنطقة، أوإيقاف كل ذلك، وأعلان المنطقة موقعاً أثرياً.

وأخيرا يقول العريف وايمينت «الآن أصبحت أكثر حذراً على مواطئ قدمي، وبت أخطو خطواتي بحذر، خشية وجود قطع أثرية تحت قدمي، ولم أعد أبحث عن ماهية الاشياء التي أجدها لأنني أعرف ما هو، ولكنني الآن فقط أبحث عن المزيد، وقد أصبحنا ندرك أهمية معرفة ودراسة تاريخ البلد الذي نحن فيه، فالتاريخ مهم جداً، وهذا البلد له تاريخ عريق، وهذا المكان كان يعيش فيه أناس منذ آلاف السنين لذا كل ما يسعنا فعله الآن، هو السعي لمعرفة المزيد عن طريقة معيشة هذا المجتمع».

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة