حوار

النائب محمد علي تميم:

حقائق مجهولة عن عرب كركوك!

 

حاوره سليم مطر/ جنيف

 

 

منذ أعوام والصراخ الصاخب يعلوا بأسم (كركوك) متركزاً حول قسم هام من سكانها، وهم الفئة الناطقة بالعربية، الذين تمت تسميتهم بـ (عرب كركوك). وقد اطلقت على هؤلاء من قبل الاعلام القومي الكردي وأنصاره، مختلف النعوت السلبية التي تشبه كثيراً النعوت التي تستخدمها الحركات العنصرية المتطرفة في أوروبا ضد الاجانب: الغرباء، الوافدين، عملاء النظام السابق، وغيرها. وقد استخدمت سياسة(اجتثاث البعث) السيئة الصيت، لاجتثاث هؤلاء العرب من وظائفهم وبيوتهم، ثم تبرير طردهم من كركوك بحجة انهم يقطنون مناطق عائدة للاكراد الذين تم تهجيرهم.

والغريب انه رغم كل هذا الضجيج العاصف حول هؤلاء العراقيين، الاّ أنه، لا الاعلام ولا المثقفون ولا الباحثون ولا الحزبيون ولا الحكوميون، حاولو أن يكرسوا بعضاً من وقتهم لمعرفة(حقيقة هؤلاء العرب): من هم، ومن أين أتوا، ومتى، وما هي تكويناتهم، ومناطقهم.. وهذه الحالة المريرة تكشف عن مدى غياب روح البحث والدراسة في مشاكل الوطن، من قبل المؤسسات الاكاديمية والحزبية والثقافية.

نعم، ان الراغب بمعرفة أية معلومات عنهم، لو بحث في جميع المكتبات والصحف العراقية ومواقع الانتنرت، سوف يفاجأ ويصدم بالغياب شبه التام لكل المعلومات عنهم. هنالك فيض من المعلومات عن كركوك وتركمان كركوك وأكراد كركوك، لكن هؤلاء(العرب) المتهمين الخطرين والمطلوب رأسهم للجلاد القومي الكردي، لا شيء عنهم، الاّ اللهم الصراخ الصحفي اليومي الذي يتناقل اسمهم، وكأنهم كائنات غامضة يقطنون في جزيرة نائية. الطرف الوحيد الذي كلف بالتعامل مع هؤلاء (المتهمين) هي تلك اللجنة الحكومية الخاصة بما يسمى (تطبيع الاوضاع)، والتي يقال عنها انها مشتراة من قبل القيادات القومية الكردية، ويرأسها السيد (رائد فهمي) وهو شيوعي قادم من باريس يحمل الجنسية الفرنسية، والذي يبدوا أنه قد كرس نضاله (الطبقى والاممي) من أجل طرد هؤلاء العراقيين العرب من ديارهم!

لهذا فأننا في مجلة (ميزوبوتاميا) قد قررنا بذل أقصى الجهود لمحاولة الاتصال بممثلي هؤلاء العرب، للحصول على كل ما يمكن من المعلومات عنهم. وخصوصاً إننا في طور إعداد الموسوعة الشاملة الخاصة بهذه المحافظة العراقية.

ضمن هذا السياق تمكنا من اجراء هذه المقابلة المعلوماتية المكثفة مع ممثل كركوك في البرلمان العراقي، الدكتور (محمد علي محمد تميم)، وهو أستاذ في تاريخ العلاقات الدولية في جامعة كركوك – كلية القانون وكلية التربية، وله بحوث أكاديمية عديدة في علم الاجتماع والاوضاع الدولية، وقد شغل مناصب أكاديمية عديدة منها رئيس الجامعة ثم أمين مجلسها، وهو عضو فعال في عدة لجان برلمانية.

علما بأننا في مجلة (ميزوبوتاميا) أردنا ابقاء هذه المقابلة خاصة بنا، ولكن لأهميتها ولفائدتها الكبيرة للرأي العام العراقي، فأننا فضلنا التضحية بأسبقية مجلتنا، ونشرها أولاً في الاعلام.

 

 

ـ من هم (عرب كركوك)... هل صحيح انهم جميعاً قد جلبتهم الحكومة في ثمانينات القرن الماضي؟

     *هذا غير صحيح. ان الكلام عن جلب عرب كركوك، كذبة كبيرة صنعها الاعلام القومي الانفصالي. ان الذين جلبتهم الحكومة في الثمانينات لا يشكلون غيرنسبة(20 %) من العرب الاصليين المتواجدين في كركوك منذ أجيال وحتى قرون قبل تواجد الاكراد.

ـ ما هو التاريخ السكاني لكركوك؟

    *  ان كركوك تاريخياً ومثل كل مناطق العراق كانت مقطونة بالعراقيين الاوائل(سومريين وآشوريين)، ثم مع انتشار المسيحية أصبحت آرامية (سريانية). وبعد الفتح العربي الاسلامي، سكنتها قسم من الجيوش العربية وتشارك المسلمين مع سكانها الاصليين الآراميين المسيحيين. في زمن الدولة العباسية قطنها التركمان الذين مع الزمن تكاثرت أعدادهم وأصبحوا الاغلبية في المدينة، وصارت التركمانية هي اللغة الغالبة في مركز المدينة ويتقنها حتى الاكراد والسريان والعرب. أما بالنسبة للاكراد فأن تواجدهم التاريخي يعود الى الدولة العثمانية حيث نزحوا كأفراد وعوائل متفرقة وقطنو في المدينة وأصبحوا جزءاً من أبنائها بل كانوا يتقنون التركمانية والعربية. وهناك شخصيات وعوائل تاريخية كردية كركوكلية يعتز بها العرب والتركمان. أما الوجود الكردي الحقيقي والغالب فيعود الى بداية القرن العشرين مع بدء استثمار نفط  كركوك.

ـ هل من المكن أن تحدثنا عن (عرب كركوك) الاصليين القدماء وتاريخ تواجدهم في المحافظة؟

    *بالنسبة لعرب كركوك الاصليين القدماء، فأنهم النسبة الغالبة من مجموع عرب كركوك ويشكلون حوالي 80% من مجموع السكان العرب الحاليين. هم متواجدون منذ قرون بعيدة في ضواحي المحافظة، وينتشرون في (قضاء الحويجة) و(قضاء داقوق) و(قضاء الدبس)، وقليل منهم داخل مدينة كركوك. كما ذكرنا فأن الموجة الاولى تعود الى الفتح الاسلامي، وكذلك استعراب بعض السكان الآراميين الاصليين بعد اعتناقهم للاسلام. أما الموجة الاكبر فتعود الى القرن السابع عشر الميلادي، حيث أتوا كعشائر ثم استقروا بشكل نهائي في أواخر القرن التاسع عشر في مناطقهم الحالية. وأكبر هذه العشائر هم (الجبور)، الذين ينتشرون في الحويجة وقضاء كركوك، وقليل منهم في داقوق والدبس. يليهم (العبيد) في الحويجة وداقوق وقضاء كركوك. ثم (البوحمدان) في (الدبس) وقليل منهم في قضاء كركوك والحويجه.  ثم (بني عز) في (داقوق) و(شبيجة). ثم (النعيم) في ( الحويجة). ثم (العزه) في (داقوق). ثم (اللهيب) عند حدود كركوك مع تكريت. ثم (طي)  في (الرشاد) حيث يتقاسمون السكن مع (العبيد). ثم (الحديديون) في قضاء كركوك منذ أوائل القرن الماضي، وكذلك في قرية تحمل اسمهم(الحديدية)، وهي الآن أصبحت محلة معروفة بأسمهم.

  ـ وهل هنالك موجة أخرى قديمة من العرب قطنت كركوك؟

    *نعم ثمة موجة أخرى من العرب أتت في أوائل القرن الماضي، بعد تأسيس الدولة العراقية ومعها الجيش العراقي، وكذلك مع الاكتشافات النفطية في كركوك ابتداءاً من عام 1927. بعضهم أتوا كعسكريين وموظفين، والغالبية خصوصاً كعمال في مصافي النفط.

ـ وما هي أصولهم المناطقية والعشائرية؟

    *إنهم من مختلف مناطق العراق من الجنوب والغرب والشمال. كذلك العشائر، فهي متنوعة، منهم الدليم وألبو محمد وبنو لام والبدير والعبود والسودان. ان أبناء هذه الموجة، لايشكلون حالياً أكثر من من 5%من عرب كركوك، لأن أكثرهم عندما يحال على التقاعد من الجيش أو النفط، يرجع الى أهله ومنطقته.

ـ الاعلام القومي العنصري، يتهم شيعة كركوك أنهم من أتباع النظام السابق؟

  *    طبعاً هذا تشويه مقصود غايته معروفة. ان أبناء كركوك والقارئ لتاريخها، يعرفون جيداً ان نصف تركمان كركوك هم من الشيعة، وتواجدهم التاريخي يعود الى قرون طويلة. ثم ان المراقد الشيعية في المحافظة عديدة، من أهمها مقام (الامام القاسم) ومرقد (زين العابدين بن علي بن الحسين) (ع)، والعشرات من المراقد الشيعية في عموم كركوك، خاصة في ناحية تازة وقضاء داقوق وقضاء كركوك، وغيرها.

أما بالنسبة للعرب الشيعة، فان أول تواجد لهم يعود الى عام (1922)م إذ تم قدوم عدة عوائل من أبناء (بني عگبه) من محافظة الكوت والسكن في منطقة باجوان ثم الاشتغال في معمل (اسطه هوبي) لصنع الطابوق الذي هو أصلا ً من الجنوب. ويعد هذا أول معمل حديث في تاريخ كركوك. كذلك بعد اكتشاف النفط عام(1927) أتى(10) عمال(عرب شيعة) من المحافظات الجنوبية.  كذلك بعد تأسيس الفرقة الثانية العسكرية ومقرها كركوك، حيث قطن جنودها الذين غالبيتهم عرب شيعة في (حي العرصة، حاليا بگلر). ثم تم بناء دور ضباط الصف وكان العرب الشيعة هم الغالبية. بعد ذلك استمر تواجد العرب الشيعة كنقل وظيفي أو عسكري أو طلب للرزق، حيث إن أول موكِب حسيني مِن كركوك كان موكب (موسى الكاظم ع) عام (1940)،وكان بأشراف المرحوم الحاج سلمان خليفة البيضاني. ثم تم بناء حسينية ومسجد خزعل التميمي في داخل كركوك. ومن الاحياء التي يتواجد فيها الشيعة العرب بكثرة هي (گاورباغي والجماسة وصاري كهيه وحي البعث ـ وحي المثنى ـ وحطين وقرية مسيلون ومعسكر خالد) وغيرها.

ـ اذاً من هم(عرب كركوك) الذين يطالب العنصريون بطردهم باعتبارهم (غرباء) !؟

    * المقصود بهؤلاء(الغرباء) العراقيون العرب الذين جاءوا بعد عام 1986، على اثر صدور قرار(42) لمجلس قيادة الثورة المنحل، الذي خول بموجبه محافظ  كركوك بمنح كل راغب بسكن المحافظة، (قطعة أرض وعشرة آلاف دينار) من أجل بناء بيت. على اثر ذلك استقر في كركوك الكثير من الموظفين والعمال والعسكريين القادمين من مختلف مناطق العراق، شيعة وسنة بل حتى مسيحيين. هؤلاء العراقيين هم الذين يطلق عليهم اليوم بـ (العرب الوافدين) أو (أهل العشرة آلاف دينار) الذين أتوا في الثمانينات. وكما ذكرنا فأنهم لا يشكلون سوى نسبة 20% من مجموع عرب كركوك.

ـ وهل صحيح ما يشيعه القوميون، بأن هؤلاء العراقيين قد استحوذوا على بيوت المهجرين الاكراد؟

    *هذا غير صحيح، بل هذه واحدة من أكاذيبهم التي خدعوا بها حتى الكثير من العراقيين من أجل تبرير سياستهم العنصرية، وجلب عشرات الآلاف من أكراد تركيا وسوريا وايران للاستحواذ على مناطق العرب.

أن جميع الاحياء التي سكنها العرب أعوام الثمانينات، هي أحياء جديدة بنيت لهم بصورة خاصة، وهي أحياء معروفة يمكن لأي مراقب أن يأتي ليراها بعينيه، مثل (أحياء القادسية والعسكري والنصر والخضراء والندا). نؤكد ان جميع بيوت العرب التي بنيت في أعوام الثمانينات كانت على أراضي أميرية مملوكة للدولة وليس لأي شخص كان.

 لكن كي نكون ضميريين وحقيقيين، نقول نعم هنالك حالات قليلة جداً، تم فيها الاستحواذ على بعض بيوت المهجرين. لكن جميع هذه البيوت والاراضي المصادرة لا تتجاوز (5 بالألف) من مجموع الاراضي والبيوت الجديدة. يعني نسبة ضئيلة جداً جداً.

ثم ان هذه البيوت والاراضي المصادرة بصورة اجبارية، لم تؤخذ مجاناً، وانما قدرت قيمتها ودفعت الحكومة في حينها ضعف قيمتها. أكرر لقد دفعت ضعف قيمتها، لأن هناك قرارات في هذا الموضوع. ولكن بعد سقوط النظام ادعى الكثير منهم انهم لم يعوضوا.

ـ لكن هنالك أيضاً أكراد وتركمان، قد تم مصادرة بيوتهم؟

   *نعم هذا صحيح، لكنهم أقلية عديدة محدودة لا تتجاوز بضعة مئات. ان هذه البيوت التي تمت مصادرتها تعود لأشخاص قد شاركوا في الحركات المسلحة والمعارضة ضد الحكومة، ومنهم تركمان أو أكراد. بل هنالك حالات مصادرة شملت حتى العرب. فهنالك مثال معروف في عام 1981، تمت مصادرة الدور الاربعة لأحد شيوخ العبيد( فندي محمد صالح)، حيث كانت تقع في حيين تركمانيين (تسعين والحمزلي) حيث ينشط فيها حزب الدعوة الاسلامي الشيعي. وعندما تعرض التركمان للتنكيل وقف الى جانبهم هذا الشيخ الكريم، فقامت الحكومة بمصادرة بيوته.

ـ وماهي حكاية تهجير أكراد كركوك؟

* نعم لقد شنت عمليات تهجير منظمة ضد أكراد كركوك، بسبب تصاعد الصراع بين الحكومة والحركات المسلحة الكردية في أواخر سبعينات القرن الماضي، ونتيجة التهديدات التي كانت تطلقها هذه الحركات القومية المتعصبة بالاستيلاء على كركوك وتأسيس(امبراطورية كردستان الكبرى) التي تطالب بكل شمال العراق وأقسام من بغداد وواسط. لقد بدأت عمليات التهجير منذ عام 1979 استمرت حتى عام 2003 . وقد شملت حوالي 11 ألف عائلة كردية. والمسألة المهمة التي يتوجب توضيحها، ان جميع المهجرين الاكراد هم من الذين قطنوا كركوك بعد عام 1957، أي هم مهاجرين من المناطق الكردية العراقية الاخرى، السليمانية وأربيل ودهوك. نعم هذه حقيقة مهمة: لم يتم ترحيل كردي واحد له سجل نفوس في كركوك قبل عام 1957. ولكن هذا لا يعني أبداً بأننا نبررالتهجير، بل ندينه ونعتبره عمل عنصري من قبل النظام السابق، ونطالب بحق عودة جميع المهجرين الاكراد وحق تعويضهم، ولكننا ضد استخدامه حجة لتبرير السلوك العنصري ضد عرب كركوك.

ـ هل صحيح ان عمليات التهجير شملت التركمان والعرب ايضا؟

     * نعم وهذا أمر معروف، إذ  تم ترحيل عدد كبير من عرب الجنوب الذينَ لم ينقلوا سجلاتهم بموجب قرار 42 لسنة 1986. كذلك تم ترحيل الكثير من التركمان الذين تعود أصولهم الى مناطق غير كركوكلية مثل تلعفر و ديالى. يتوجب التوضيح، ان عمليات التهجير لم تكن فقط لأسباب سياسية، ولكن أيضا لأسباب ادارية اقتصادية فالكثير من القرى العربية والتركمانية والكردية تم تهجيرها، لأنها وقعت على مقربة من المشاريع النفطية أو السدود أو مشاريع الارواء. لذلك تم تعويضهم وترحيلهم إلى مناطق أخرى. لكن الذي حصل ان الأكراد هم وحدهم الذين راحوا يطالبون بالعودة، مدفوعين بالقيادات القومية التي لا يهمها حياة هؤلاء الاكراد قدر ماهي مهتمة بتحقيق مشاريعها القومية الانفصالية .

ـ ما حقيقة (كردية كركوك).. وهل التواجد الكردي فيها فعلاً تاريخي عريق؟

* ان الحقائق التاريخية والشواهد والآثار تدل على أن كركوك تاريخياً هي عراقية متنوعة الناس، مثل جميع مناطق العراق. خذ مثالاً بسيطاً: لو فتشت جميع مقابر كركوك، فأنك لا تجد غير أسماء كردية معدودة ومعروفة مدفونة قبل أوائل القرن الماضي. حتى عام 1950 م لم يكن هناك أي حي سكني فيه أغلبية كردية.  ان أول حي سكني كردي فيه غالبية من الأكراد يعود الى عام 1950 وهو(حي الشورجة). وقد نشأ هذا الحي في أرض تسمى (أطراف شعر) أي باللغة العثمانية (نهاية المدينة). علما بأنها كانت ملكاً لعوائل تركمانية وهي عائلة (قير دار) و(آوچي)، وهي مِن العوائل التركمانية المعروفة، وقد تم بيع هذه الاراضي الى العوائل النازحة الكردية القادمة للعمل في حقول نفط كركوك.

ـ هل تقصد أن غالبية أكراد كركوك هم من النازحين من المحافظات الكردية المحاذية؟

 * نعم، نلاحظ إن كل أحياء الأكراد الموجودة في كركوك حالياً هي قريبة من محافظة أربيل والسليمانية، أي أنها تكونت من الاكراد النازحين من المناطق الجبلية المحاذية إلى سهل كركوك. أذكر لك تاريخ أحياء كردية أخرى. خذ مثلاً حي(رحيم آوه)، الذي كان مزرعة لشخص تركماني هو السيد (بهاء الدين بك صاري كهيه) وكان حارس المزرعة شخص كردي يسمى (رحيم)، فسمي الحي بأسمه. هنالك أيضاً (حي الإسكان) وقد نشأ بعد توزيع الاراضي على العمال الاكراد في عهد المرحوم عبد الكريم قاسم. هذه هي جميع المناطق الكردية الموجودة في كركوك لغاية عام 2003 م. نعم لو تمعنت في أسماء جميع أحياء كركوك وشوارعها ومحلاتها لا تجد تسمية واحدة كردية. فقط هناك أقضية ونواحي بعيدة عن المدينة باتجاه السليمانية وأربيل تحمل أسماء  كردية وتحتوي على قرى كردية وأما نواحي واقضيه كركوك فهي على الغالب تسميات تركمانية وعربية.

يجب أن أشير، لكي لا يساء فهم كلامي، إني أبداً لا أدعوا الى طرد الى هؤلاء النازحين الاكراد، بل على العكس اقول انهم عراقيون ولهم كل الحق في السكن في كركوك وفي جميع أنحاء بلدهم العراق، لكني ضد أن يتحولوا الى حجة بيد القوميين العنصريين من أجل تكريد كركوك وطرد الآخرين منها.

 

عائلة في حي العروبة في كركوك

 

ـ هناك من يتحدث عن (عمليات تكريد كركوك) منذ عام 2003، كيف حصل ذلك؟

  *    نعم، فان القيادات القومية الكردية، استغلت الفوضى بعد سقوط النظام، وانهيار الدولة، وحالة التعاطف التي كانت لها بين العراقيين، لكي تقوم بفرض سيطرة ميليشياتها(البيشمركة) على المحافظة، والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب بحجة محاربة البعث ودفعهم لترك المدينة هم وعوائلهم. وبنفس الوقت قامت بجلب الاكراد الذين حتى من أصول سورية وتركية وايرانية، ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من أبناء كركوك، والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة، من خلال توزيع(100) ألف قطعة سكنية على أتباعهم وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية.

ثم أنهم لا يكفون عن الاستحواذ على ادارة المحافظة ومرافقها. فمن أساليبهم المخادعة، انه تم تسجيل عدة آلاف من الأكراد على أساس أنهم بيشمركة، ثم تسجيلهم على أنهم جنود سابقين في الجيش العراقي المنحل، لكي  يستلموا راتبين من الحكومة.

كذلك تستمر الضغوط من أجل إجبار العرب على تركهم مناطقهم. وقد تعرض قادة العرب للتنكيل والتشرذم والسجن والاعتقالات من قبل قوات الامن الكردية أومن قبل الامريكان الذين يأخذوا مصادر معلوماتهم من الاستخبارات الكردية ويقوموا باعتقال العرب بحجة الارهاب. لقد تم تصفية بعض الشيوخ من قبل قوات الامن الكردية مثل الشيخ عكار الحسيني وكذلك الشيخ أبو قاسم وكذلك الدكتور صبري عبد الجبار وغيرهم. 

ومن أخطر أساليب الخداع لهذه الاطراف الكردية، انها نجحت بشراء ذمم بعض العرب من ذوي النفوس المريضة ليشكلوا ما يسمى بـ (مؤسسة الحوار والتنمية) من أجل رشوة العوائل العربية ودفعها لترك كركوك. وهذه المؤسسة المخابراتية مسؤولة حتى عن اغتيال شخصيات عربية نشطة.

ـ ما هي طبيعة حالة التعايش بين فئات كركوك المختلفة؟

*    عموماً التعايش الاخوي والتزاوج لا زال سائداً، رغم الجراح الكثيرة التي خلقتها السياسة العنصرية للاطراف الكردية القومية. فبعد سقوط النظام كان للمليشات الكردية دوراً كبيراً في تأجيج الوضع في كركوك وخاصة عندما قامت هذه الميلشيات بالهجوم على المناطق العربية بحجة مطاردة البعثيين، وراحوا يعتدون بالسرقة واذلال الناس. فقامت العشائر العربية بالرد الصارم عليهم وتم اخراجهم تماماً من المناطق العربية الصافية وخاصة في الحويجة. أقول ان الذي تم إخراجهم هم البيشمركة والامن الكردي وليس السكان الاكراد فلايزال قسم من السكان لحد الآن باقي في قضاء الحويجة وفي قرى الحويجة وعشائره، ويتواصلون بشكل دائم في جميع الافراح والمناسبات مع السكان العرب. 

حاولت الاحزاب الكردية إحداث بعض المشاكل في المناطق العربية التي يسكن فيها بعض الاكراد لاحداث نوع من الفرقة الاجتماعية كجزء من حملة عنصرية وزيادة العداء بين مكونات الشعب العراقي في كركوك، لكن المخطط رغم بعض (النجاحات) فشل بعد أن انكشف أمر المنفذين والجهات التي يرتبطوا بها وعرف العرب والاكراد على حد سواء سبب هذا المخطط  وان الاحزاب العنصرية هي التي تقف وراءه.

ـ ما هي القوى السياسية التي تنشط بين عرب كركوك؟

*  بعد استيعاب الصدمة الاولى التي أعقبت عام 2003، تمكنت النخب العربية، المثقفة والعشائرية والحزبية من تنظيم صفوفهم وكونوا تنظيماتهم، التي هي أما كركولية خاصة، أو فروع لباقي الاحزاب العراقية، المدنية والدينية. ثم أخيرا تمكنوا من توحيد تنظيماتهم المختلفة في واجهة عربية بأمكانات متواضعة وهو (المجلس العربي الاستشاري)، الذي يتألف من أكثر من 38 حزب سياسي عربي وجمعية ومؤسسة مجتمع مدني. أصبح هذا المجلس يتحدث بأسم عرب كركوك ويتفاوض عنهم ويطالب بحقوقهم. لقد بقى هذا المجلس طوال سنة ليس له تأثير كبير، لكنه منذ ستة    

أشهر أصبح يوثر بشكل كبير، وبدأ يزعج العنصريين الاكراد، مما جعلهم يحرضون الامريكان، فقاموا باعتقال أمينه العام (الشيخ عبد الرحمن المنشد العاصي) أحد شيوخ قبيلة العبيد قبل بضعة أشهر. الكثير من الاحزاب المنضوية في هذا المجلس هي من أحزاب العملية السياسية مثل جبهة الحوار الوطني وحركة الوفاق الوطني والتجمع الجمهوري وحركة أبناء العراق وجبهة عشائر العراق وغيرها الكثير من الاحزاب والشخصيات.

ملحق

البلدات العربية في كركوك

 

اسم البلدة

اسم البلدة

الرياض

الحويجة

الزاب

الدبس

باي حسن

باجوان

الملح

قرة جم

خبازه

خراب روت

تل الورد

ﮔواز عرب

المحمودية

الصفرة

خباز

الحسينية

چقماقة

ملا عبد الله

قرة تبة

الرمل

أبوعرجه

المشيرفة

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة