عقائد

مناطق التركمان الشيعة في كركوك

 

اعداد - نادية الصالحي/ القادسية

 

 

لا توجد وثائق كافية حول وضع تركمان العراق وتاريخ تشيعهم. من خلال الاطلاع على الاخبار التاريخية وهجرات التركمان إلى العراق وبشكل خاص خلال العهد السلجوقي ( 1055أوما بعدها)، يبدو بأن أي من القبائل التركمانية المهاجرة  لم تكن شيعية المذهب. من المحتمل أنه بعد وفاة (شاه روح) حفيد تيمور وقيام دولة (قره قوينلو) بقيادة جهان شاه وسيطرتها على بغداد وخاصة الانحاء الشمالية التي تتواجد فيها القبائل التركمانية عام (1447) وتوسيعه لأراضيه حتى شط العرب. وكانت هذه القبائل شيعية، فعملت على نشر التشيع في العراق وخاصة بين قبائل بني جلدتهم من تركمان كركوك وحواليها.

معظم التركمان في العراق بغض النظرعن مذهبهم يحبون ويقدرون أهل البيت كثيراً جداً وبالطبع كان الشيعة التركمان أكثرهم حباً وتقديراً، وكان للشيعة التركمان مذاهب مختلفة دون أن تكون بينهم فروقات أساسية وكلهم يؤمنون بأمامة علي (ع) وأولاده وكانوا يسمون بتسميات مختلفة مثل العلوية والبكتاشية والصارالية والرافضة وغيرها. يلاحظ أنه لم تكن لهم علاقات قوية مع النجف وكربلاء حتى ما بعد الانتداب الانكليزي بعد الحرب العالمية الاولى، بعدها حصل التقارب بين علماء النجف وكربلاء ورجال الدين الشيعة في أطراف كركوك والمدن المجاورة لها (طوز خورماتو وقره تبه)، ويلاحظ تحول التركمان إلى الشيعة الاثنى عشرية وارتبطوا بكربلاء والنجف ارتباطاً وثيقاً، وحتى انه في الدور القومي البعثي يلاحظ  مشاركة التركمان الشيعة في التنظيمات المختلفة وعلى اثر ذلك نفي وقتل منهم الكثيرين بأعتبارهم مؤيدين أو أعضاء في حزب (الدعوة إلى الاسلام) الشيعي.

وهناك امر مهم لابد من الاشارة اليه وهو عدم وجود فروقات بين التركمان السنة والشيعة وكلهم يعيشون مع بعضهم في اخوة ووئام وهناك احتفالات ومناسبات مشتركة بين سكان مدينة كركوك ومدينة تسعين الشيعية. نفس الوضع موجود في المدن والقرى الاخرى على طول خط  تواجد التركمان من تلعفر إلى خانقين. ويلاحظ قلة وازدياد نفوس التركمان من كلا الطائفتين على طول خط التركمان، ففي أطراف الموصل يلاحظ ازدياد التركمان والشبك الشيعة وفي تلعفر وحواليه يحصل العكس ويزداد عدد الشيعة في داقوق وتازه خورماتو وقره تبة ومناطق ديالى وخانقين ومندلي.

حالياً يمكن القول بأن سكان كركوك الشيعة والسنة متساوون عددياً في المناطق التركمانية ولاتوجد احصائيات لحد الآن يمكن الاعتماد عليها في تحديد السكان التركمان بشكل عام وتحديد المذهب بشكل خاص. أما مناطق الشيعة التركمان في كركوك، فهي :

ـ مدينة تسعين (تسين) وهي تابعة لكركوك، ومن أحيائها (قبرباشي, دهنه باشي, شيخل, قاب قيران, ...الخ) فيها مقام الشاه طهماسب .
ـ  ناحية تازة خورماتو مدينة تركمانية شيعية صرفة في جنوب كركوك من أحيائها وعشائرها (قره صقالي, مرادلي, اوسطالي, بصمالي ...الخ) .
ـ قرية بشير وهي تركمانية شيعية صرفة هدمها النظام البائد بالكامل ورجعت بعد السقوط للظهور ثانية من أبرز شخصياتها المرحوم سماحة الشيخ البشيري .
ـ ناحية داقوق مدينة تركمانية ذو أكثرية تركمانية شيعية من أحيائها (دميرجيلر, كوتوركه, ايلخانللر...الخ) في أطرافها الكاكائية والطالبانية.
ـ قرية الامام فيها مقام الامام زين العابدين من أبناء الامام موسى الكاظم(ع)، كل أهالي هذه القرية تركمانية شيعية.
ـ ناحية ليلان مدينة تركمانية أكثرية كردية وأقلية شيعية .
ـ قضاء طوز خورماتو أكبر قضاء تركماني بعد تلعفر يقع على بعد 180 كيلومتر شمال بغداد،  ذو أكثرية تركمانية شيعية من أحيائها (مصطفى اغا, اورطة محلة, ملا صفر, جمهورية .. الخ) .
ـ ناحية امرلي وقرى البيات تقع جنوب طوز ذو أكثرية شيعية تركمانية من قراها (مدينة امرلي, ينكجة, شاه سيون, جرداغلي, بروجلي، بسطاملي,...الخ ) .
ـ مدينة قره تبه ذو الاكثرية الشيعية الصرفة فيها مقام ابراهيم السمين أحد أبناء الامام موسى الكاظم(ع) .

المصادر

ـ  جاسم محمد طوزلو/ مناطق عموم التركمان وجميع حركاتهم السياسية.

ـ د. محمد سعيد كتانة / من تاريخ الاسلام بين تركمان كركوك.

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة