فن الغناء

مطرب المقامات الكركولكي الشهير عبد الواحد كوزه جي

 

اعداد سناء فادي جرجيس/ نينوى

 

عبد الواحد كوزه جي

 

انه مطرب(الخوريات) الكبير. علماً بأن(غناء الخوريات) الشائع بين تركمان العراق، مماثل الى حد كبير الى(غناء المقام) العراقي الشهير. ويقيناً ان ثمة صلة مباشرة بين الاثنين. ولقد برزت أسماء كبيرة في هذا الفن الاصيل، ومن أكبرها الفنان الكركوكلي الكبير الراحل(عبد الواحد كوزه جي).

ولد في مدينة كركوك سنة 1925. قبل سن السابعة الحقه والده بالجامع لكي يحفظ القرآن الكريم وكان يستمع الى موشحات المواليد التي تقام في المناسبات الدينية ومنها بدأت هوايته بالغناء وفي ذلك الوقت لا توجد آلات موسيقية مثل الآن وانما كانت الاغاني تعزف على البوق والدمبك في الافراح والأعياد وحفلات الختان وليالي السمر والآن وبعد أكثر من ستين عاماً من تاريخ الغناء التركماني الاصيل. بدأ حياته الدراسية في أحد جوامع محلة المصلى.  بعد اكماله التحصيل الابتدائي والمتوسط تم تعينه في شركة نفط كركوك. شهرته لم تقتصر بين التركمان, بل امتدت الى خارج القطر. صوته المميز كان العامل الاكبر والأساسي في شهرته. ابتدأ حياته الفنية في المرحلة الابتدائية بأشتراكه بالغناء التركماني في المناسبات. ثم بدأ يتقن أصول الغناء التركماني. تاثر منذ صغره بالمطرب التركي جلال الدياربكرلي بالاستماع الى اسطواناته. اشتهر بأدائه لبشيري( الخوريات العائد لمقام الرست) وموجولا (الخوريات العائد لمقام الحجاز). استطاع بأدائه المميز لمجولا بأسلوب مقامي أن يبدع بأداء مميز لذاته.  كما أشتهر أيضا بروعة أدائه للمخالف (الخوريات العائد لمقام سيكاه) ّ. في عام 1952 أرسل من قبل شركة نفط كركوك في بعثة الى لندن, استطاع أن يوصل صوته بأدائه الاغاني التركمانية  في راديو لندن وبذالك استطاع أن يعرف الاغنية التركمانية للعالم وأن يعرف العالم من هم التركمان وأين هي مدينة كركوك. في عام 1954 سجل الأستاذ عبدالواحد كوزه جي عدة أغاني في راديو بغداد ولعدم وجود بث اذاعي خاص للتركمان, كانت تذاع أغاني الأستاذ عبدالواحد كوزه جي ضمن الاذاعه الكردية وبفترات متقطعة.ّ أواسط الستينات عين في القسم التركماني في اذاعة بغداد وفي 1968 غنى مع المطربات العراقيات في الحفلة المقامة ومع الملحن يحيى حمدي والشاعر كريم بدر والمطرب يوسف عمر قارىء المقامات وكان يكتب له كلمات الاغاني التركمانية. اشتهر أيضا في تركيا عندما غنى أغاني كركوك القديمة ومن خلال الاذاعة التركية في كل من اذاعتي أنقرة واستنبول, وقد حظيت مقامات وأغاني عبدالواحد كوزه جي بإقبال ورواج كبيرين من قبل الجمهور التركي, حيث درجت مقامات وأغاني عبدالواحد كوزه جي  ضمن الأغاني الشعبية التركية. منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا الأغاني التركمانية التي تؤدى من قبل المطربين الأتراك مصدرها الأساسي الفنان الأستاذ عبدالواحد كوزه جي, ولاننسى أيضا فضل الفنان عبدالرحمن قزل اّي في استمرار ما بدأه  عبدالواحد كوزه جي . سجل عبدالواحد كوزه جي شريطين في كل من اذاعتي أنقرة واستنبول سنة 1954 و سنة 1957. سنة 1966 ألف عبدالواحد كوزه جي كتاباً عن حياته وعن مسيرتة الفنية بأسم " خوريات وأغاني كوزه جـي اوغـلو" درج فيها الأغاني التي لحنها وكتب معظمها. 

توفي الفنان التركماني الكبير عبدالواحد كوزه جي  في مدينة كركوك مســاء يوم الجمعة المصـــادف 29 حزيران 2007 عن عمر ناهز82 سنة، وكان مصاباً بالفقرات الظهرية وقد أعاقه المرض شهورعديدة الى أن انتقل الى رحمة ربه في منزله في الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة بعد أن ترك خلفه خزينة من الاعمال الفنية التركمانية وأوصلها الى المسامع في العديد من البلدان التركية والعربية والعالمية.

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة