أفكار

فلسفة الحزن

 

فلاح القريشي

معاون مدير عام العلاقات الثقافية

وزارة التربية / العراق

fhqiraq@yahoo.com

 

الحزن شعور وأحساس ينبعث من داخل الانسان ويلامس القلب ويعصره وقد يكون عند الحيوان وحتى عند النبات، فقد ثبت علمياً أن الطماطم تحس بالألم عندما توخز بأبرة وتصدر عنها ردود وأنعكاسات قيست بجهاز معين: والانسان الحزين إنسان قوي المشاعر مرهف الاحساس وليس ضعيف النفس، فالحزن عاطفة الانسان القوي المعتبر وليس الضعيف اليائس، الحزن تطهير للنفس وليس تعذيب لها، الحزن شفاء للروح وتربية للنفس والشخصية، فالانسان الحزين أنسان محب جداً للآخرين وليس محب لنفسه فهو غير أناني يحب أهله وأصدقائه ومجتمعه، الحزن ليس طريق الكسالى واللاّمبالين وشعور الخائبين والمستسلمين كما يتصور البعض، الحزن فيض من المشاعر الانسانية الطيبة، الحزن قوة للنفس والضمير وتكبير للقلب هو كالبكاء تنفيس للروح وترويح للنفس المتعبة والقلب المرهق، هو قوة للضمير وتمرين للروح على استقبال الحياة بأفراحها وأتراحها، فالانسان الذي يحزن هو الانسان الأصيل لأن ألأنبياء جميعهم حزنوا وتذوقوا الحزن ليس خوفاً من مصاعب الحياة وإنما خوفاً من يأس الحياة، الحزن وهج النفس المشتعلة بنور الخالق وزيت الحقيقة بل هو شمس تضيء الحياة بكل اشراقاتها وأنوارها انه ألأمل والمستقبل، الحزن يبعث التوازن النفسي والعاطفي، وليس عيب أن تكون حزيناً، هو خير لك من أن تكون فوضوياً لاأبالياً وعبثياً لاتهزك المواقف ولاتحزنك المصائب وآلام الانسان ولاتقيم وزناً للحياة وعلاقاتها ولاتلتزم بما يفيد الحياة ويغنيها ويثريها، أنا لاأدعوا لأن يكون الانسان حزيناً ولكن الحياة فيها من الحزن الشيء الكثير، فلكي لايقتلنا الحزن السلبي الذي يدعوا إلى اليأس والسوداوية علينا أن نتعود على الحزن ونألفه وأن نعقد صلحاً معه ونتمرن عليه ونتعلم منه دروساً كثيرة أولها بأن الحياة زائلة، فلنحيا بها دون هلع وعُقد وأن نتوقع منها المصاعب والاحزان فإن كنّا نبتسم دائماً علينا أن نتذكر الاحزان!!!!

 

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة