تقاليد

من طقوس وعادات الفلوجة

سمير كامل شهاب / الفلوجة

 


يذكر السيد (صبحي راشد) عن طقوس المدينة قائلاً:
هناك (الختان) أي (الطهور) وفي هذه المناسبة هناك طقوس خاصة بها حيث يسبق يوم الختان يوم الحلاقة فتدعوا عائلة الطفل الذي يختن الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ويشارك أبناؤهم في الحلاقة وتقام حفلة نبوية وتشمل الصلاة على الرسول وآله وتقوم النسوة بالزغاريد وبعد ذلك يزج الطفل الذي يختن مع الضيوف بمسيرة راجلة في طرق المدينة ويمشون على شكل صفوف تتقدم الصف الأول كوكبة من الأولاد يحملون قطعة قماش بيضاء (
5 أمتار) وتسير البقية بعدها وهي تردد (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد) ومن بعدها يذهبون إلى الدار. ومن أشهر (الختانين) المرحوم الحاج إبراهيم وحاتم أبو محمد حيث تقوم مجموعة من الناس برفع القماش ويسمون (الزعبرت) لإتمام مهمة الطهور بعدها تقوم النساء بالهلاهل والدعاء ونثر الحلويات وتوزيع الشرابت والعصير والليمون.
أما طقوس الزواج في المدينة فلها قدسيتها الخاصة ابتداءاً من التعارف وثم الخطبة فالنيشان والمهر والزفة حيث كان الشخص الراغب في الزواج بعد أن يتعرف على أي بنت، خاصة بواسطة الأهل والأقارب والأصدقاء، يقوم بإرسال نساء من طرفه إلى أهل البنت ليطلبوا منهم يد البنت لابنهم، وبعد استشارة والد وأخ أو عم البنت للموافقة على الطلب ومن ثم طلب مهلة للتعرف على الشخص وأخلاقه وإرسال (طارش)، أهل الخطابة بالمجيء اليهم بوقت محدد ويقوم أهل الولد بإرسال جماعة من الرجال لخطوبة البنت المطلوبة وبعد الموافقة على ذلك يتم الاتفاق على مقدم المهر ومؤخره وتتم قراءة الفاتحة، وتسمى هذه العملية بالمهر الشرعي. بعدها يقوم أهل العريس بمراجعة كاتب المحكمة لإكمال معاملة العقد القانوني بواسطة القاضي وجلبه إلى دار أهل العروس بواسطة مختار المحلة ومنهم المختار محمود الرجب أطال الله في عمره وبعد أن يتم العقد بصورة قانونية توزع المرطبات والحلوى والمناديل على الحاضرين وتقوم النسوة بالزغاريد والهلاهل وتقام من قبل أهل العروس مأدبة غداء للحاضرين، بعد ذلك يتم تقديم هدية العريس إلى عروسته (حلقة)، وبالعكس، ويسمى (النيشان). بعد أيام يتم إكمال الجهاز وهو غرفة العريس والفراش وملابس العروس وبعض الحلي الذهبية. بعد أيام تتم حفلة العرس وتكون من قبل العريس حيث تبدأ العائلة قبل ثلاثة أيام أو أكثر بعمل حفل يومي وقت العصر إلى الليل في دار العريس وتتم فيه الدبكات العربية مع الطبل والمزمار وتلقى بعض القصائد والأغاني وتدفع إلى الطبال والزمار مبالغ من الحاضرين وتسمى (الشوباش) إلى أن يأتي يوم الزفاف فتوجه الدعوة إلى المعارف والأصدقاء والجيران وتقام وليمة عشاء تنحر بها الذبائح ويطبخ بها الطعام بعدها تقام زفة العروس من دارها إلى دار العريس بواسطة السيارات الصغيرة أو مشياً على الأقدام ويكون وجه العروس مغطى بغطاء من قماش أبيض يسمى (البوشية) بمرافقة أهالي المنطقة وتقابل من قبل نساء المدينة بالهلاهل والزغاريد وبعد غروب الشمس تقام وليمة ويقدم الطعام والمشروبات. وفي الزفة يتقدم المهنئون حملة (اللوكس) للإضاءة في الطريق ويزف العريس وبعدها يخرج على (الزفافة) ويشكرهم على الحضور، في الصباح يقوم أهل العروس بإرسال وجبة فطور إلى دار العريس وتسمى (الصبحة) ويقوم بعدها بالسلام على الأهل والأصدقاء بعد تقديم الهدايا له من الحضور. أما بالنسبة للأعياد والمناسبات فيقول السيد (صبحي الراشد): للأعياد ميزة عند أهالي هذه البلدة، فالجميع على مختلف حالاتهم الاقتصادية يتهيأون للأعياد، وخاصة عيدي الفطر والأضحى حيث يتم إحضار الملابس الجديدة قبل فترة وجيزة للأطفال والرجال والنساء على السواء وغالباً ما تخاط هذه الملابس عند النساء في البيوت (الخياطات) وتدفع لهن أجور الخياطة. وقبل عيد الفطر وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يتم عمل (الكليجة) من الطحين الجيد لتقدم إلى الضيوف في أيام العيد ويقوم الأولاد والرجال بحلق شعر الرأس عند الحلاقين وتقوم البنات والنساء بإزالة شعر الوجه عند المرأة التي تسمى (الحفافة). وفي ليلة عيد الأضحى يقوم الأولاد بإشعال قطعة قماش على رأس عصا طويلة ويسمى مشعل (يا دايم) ويجوبون في الشوارع ويحصلون على (الغنايم)، وفي صباح العيدين يذهب الناس إلى المقابر لقراءة القرآن والفاتحة على موتاهم وتوزيع بعض الحلويات والمعجنات وإشعال أعواد البخور، بعدها يذهب الرجال إلى الجوامع لأداء صلاة العيد بعد تناول فطور الصباح وتقوم العوائل بالزيارات وتقديم التهنئة فيما بينهم ويذهب الأولاد والبنات إلى أماكن اللهو الموجودة (دواليب الهواء والمراجيح) وتسمى المنطقة (الجوبة) ويقوم بعض الرجال بأداء رقصة (الجوبي) المعروفة مع الطبل والمزمار ولا ننسى ما يسمى (بالعيدية) من قبل الرجال إلى أطفال المحلة.
أما بالنسبة لعيد المولد النبوي الشريف فتوزع الحلوى في تلك المناسبة والمرطبات بين الناس وتقام المناقب النبوية في المساجد والجوامع والبيوت وتقام الولائم وكذلك يحتفل أهل المدينة بأول يوم أحد من شهر شعبان وإقامة (الزكريا) تعظيماً لسيدنا زكريا عليه السلام لأن الله رزقه بولد وتقوم البنات بصيام هذا اليوم ويسمى صوم (الخرسان) تيمناً بسيدنا زكريا لا يتكلمن من الصباح حتى المساء وتعمل العوائل الأكلات الشعبية وتوقد الشموع وتملأ الصواني بالكرزات والحلويات والمعجنات وصنع بعض الزهور والأوراد وأوراق الأشجار مثل شجرة (الآس) وماء البئر وخبز الشعير، وهناك احتفال لأبناء الفلوجة هو يوم
15 شعبان الذي يقام في ليلتها احتفال ديني في المساجد والصلاة على الرسول وآله والتهجد وقراءة القرآن إلى صلاة الفجر، أما الأطفال فيقومون بقضاء هذه الليلة بالتمتع بالألعاب النارية والمفرقعات ويصبح أكثر الناس في صباح اليوم الآتي صائمين.
أما فيما يخص الوفاة فيقول السيد (صبحي الراشد) - كان لهذه المناسبة عند أهالي الفلوجة شأن عظيم فعند حدوث أي حالة وفاة لذكر أو أنثى وسماع الناس بها يتم التجمع قرب دار المتوفى ويقوم بعض الشباب بتهيئة الكفن وغسل الميت وتهيئة القبر وهناك رجال يقومون بالصعود إلى سطح دار المتوفى وقراءة القرآن وبعض المدائح النبوية، ومن الذين يقومون بهذه المهمة أيام زمان الحاج عبد الرحمن والحاج عبد الجبار العبيدي والحاج عبد الرزاق شافي العبدلي رحمهم الله جميعاً والحاج مولود العاني أطال الله عمره وبعد إحضار التابوت ووضع الميت يغطى بغطاء من أغطية البيت وإذا كانت امرأة تغطى بعباءتها ويحمل النعش من قبل الحاضرين مشياً من دار المتوفى إلى المقبرة على الاكتاف ويتقدم بعض الصبية حاملين سلال التمر الخستاوي والخبز الحار ويوزع في المقبرة على روح المتوفى وعند وصولهم إلى المقبرة يصلى على الجنازة صلاة الميت ويتم دفن الميت وتلقينه إسلامياً من قبل إمام الجامع وبعدها يقام مجلس الفاتحة لمدة ثلاثة أيام حيث يتعاون أهل المحلة على تقديم وجبات الفطور والغداء والعشاء من قبلهم دون أن يتحمل أهل الميت مصاريف الأكل وتقوم النسوة بلبس الملابس السود وبعد أربعين يوماً من دفنه تقام الأربعينية ويقوم أبناء المحلة بحلق رأس ولحية أهل الميت.
أسماء لا تنسى
من أسماء الشخصيات التي لا تنسى في هذه المدينة، السادة:
عباس الحسن / رئيس حراس (البصوانية) مع حمود المطلك وأحمد الفهد وسلوم الشتران / لمداواة المرضى بالأعشاب الطبية وجواد الصالح وعاشور المخلف لدلالية الكراجات وبعدهم علاوي الدلال وجاسم حمادي وسلمان الجعفر / لعمل الغراوي من جلود الأغنام. وصالح العبد الله وشقيقه حمد العبد الله ومحيسن الدرفش وشقيقه حسين / لبناء الدور ونصيف جاسم سليمان المشهداني / تجارة الجلود مع علي عبد الرحمن الجبوري ومحمد الزيدان وأحمد الزيدان (أبو زوكي) / لتربية وتجارة الخيول (العربية) وفنجان شمخي وشقيقه صبري / صياغة وبيع الحلى الذهبية والفضية وبندر الشبيب وجاسم الياس وسلمان التركي وخليل الرغد وسلمان الحماشي وحسين جواد وإسماعيل الحاج عبد / لتجارة الحبوب والمواد الغذائية وجاسم محمد العزاوي وثابت الصعب وسلمان المصريجي ومولود بكر وهم أصحاب مقاهي وعويد أبو الدهن / لبيع الدهن الحر / وعابدين / أوتجي المدينة والديربي والحلبي وعباس الأعضب / أصحاب مطاعم وفتيح العاني صاحب حمام وجابر عمر العاني وحسين الدباس / صيد الأسماك وداود السالم وصالح الشخاط والحاج أحمد محمد الدهان وخليل بديعة وأحمد البغدادي / بقالون وأحمد علي ذهبية وأحمد علي النوري / تجارة الحبوب وأحمد الخليل وأولاده وسعيد العاني وشقيقه نوري وعلاوي العسلة وشقيقه حسن / وهم قصابون.

 

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة