البيئة

العواقب الوخيمة لتلوث البيئة في اقليم الاحواز

جابر أحمد / الاحواز

jaber_f2000@yahoo.com

 

 

أثار القرار الذي اتخذه الوزراء الاعضاء في اللجنة الاقتصادية الحكومية الهادف الى منح اكثر من 7520 هكتارا من الاراضي التابعة للمواطنيين العرب الاحوازيين وجعله تحت تصرف وزارة النفط الايرانية، الكثير من ردود الافعال. من بين هذه الردود منظمة الحفاظ على البيئة ونشطاء المجتمع المدني في الاقليم، باعتبار ان تلك الاراضي تقع ضمن إطار منطقة الهور العظيم الذي يعتبر بحيرة ومحمية طبيعية دولية. وهو موطن للكثير من الاحياء المائية وملجأ للكثير من الطيور المهاجرة من القارة الاوروبية أثناء فصل الشتاء .

وطرحت هذه المشكلة من قبل منظمة حقوق الانسان الاحوازية الى اجتماع السكان الاصليين الذي انعقد في الفترة الواقعة مابين 27 نيسان الى 2 آيار من عام 2008 في المقر العام لهيئة الامم المتحدة بنيويورك.

ان تمليك هذه الاراضي الى وزارة النفط بالاضافة الى الاضرار الواردة أعلاه يحرم المئات من اسر الفلاحين العرب الاهوازيين من اراضيهم وهو يندرج ضمن سياسة التطهير العرقي التي تمارسها السلطات في ايران بحق أبناء شعبنا مما يتنافى كلياً مع البند الرابع والخامس من ميثاق هيئة الامم المتحدة .

وضمن هذا السياق قال السيد كريم بني سعيد في كلمته التي القاها هناك ان الشعب العربي الاحوازي يعاني مختلف انواع الحرمان، مثل استيلاء الحكومة على الاراضي والتحكم بمصادر المياه وجلب المهاجرين وتضييق الخناق على العرب في شتى المجالات وممارسة التطهير العرقي مما يعتبر مغايراً مع البند 4 و 5 من ميثاق هيئة الامم المتحدة فيما يتعلق بحماية الاقليات القومية .

وقال السيد كريم بني سعيد موجهاً خطابه لرئيسة الاجتماع والسادة مندوبي الشعوب والسكان الاصليين قائلاً : يا سيادة الرئيس قبل 3 أيام أعلنت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية من طهران ان الحكومة قامت بمصادرة ما يقارب اكثر من 7520 هكتارا من أراضي الاقليم ووضعتها تحت تصرف وزارة النفط الايرانية من أجل اجراء التنقيب عن النفط  في منطقة الخفاجية " دشت آزادكان " بمساعدة شركات يابانية وصينية وشركات أخرى، وقال ان هذه الاراضي تتعلق بالسكان الاصليين وهم أبناء الشعب العربي الاهوازي وليس بشخص آخر وقد عمدت الحكومة الايرانية الى اغتصابها من الفلاحيين ووهبتها الى الشركات الامر الذي حرم المئات من العوائل العربية الاهوازية من أرضها وتبديلهم الى مشردين داخل وطنهم .

من جهة اخرى تزايد الحديث هذه الايام في اقليم الاحواز عن ازمة المحيط البيئي بعد ان اجتاحت الاقليم موجة من الغبار الكثيف اثر العواصف الرملية التي هبت عليه الامر الذي اخذ يعرض سلامة أكثر من أربع ملايين مواطن للخطر حسب ما تناقلته الصحافة المحلية . وأعلن على رضا صابر المدير العام للمنابع الطبيعية في اقليم الاهواز انه وبسبب التصحر شهد اقليم الاهواز وعلى مدى ثلاث شهور متتالية هبوب عواصف رملية مثيرة للغبارالكثيف الامر الذي وصل الى درجة خطيرة. وأضاف، ان حل هذه المعضلة وحسب رأي الخبراء يكمن في زيادة التشجير وايجاد الاحزمة الخضراء من أجل وقف تحرك الرمال وللحد من تزايد الغبار. وقال ان هذا العام تم تشجير ما يقارب من ألف هكتار ولو استمرت عملية التشجير كما هي عليه الآن يجب الانتظار مدة عشرة سنولت أخرى حتى يتسنى لنا وقف تحرك الرمال .

وقد أدت المشاكل الناتجة عن تدمير المحيط البيئي والتي هي نتاج للسياسات الاقتصادية الحكومية الفاشلة، منها حرف مجرى الانهار وايحاد مزارع السكر والحفر الجائر لآبار البترول. كل هذا أدى الى تعاظم مشاكل تلوث البيئة الامر الذي باتت فيه حياة المواطنيين العرب الاهوازيين معرضة للخطر الجدي، وفي هذا الصدد كتب أحد المواطنين الاهوازيين في مفكرته على الانترنيت قائلا " هنا لا يوجد ما يكفي من الهواء للتنفس ، وان المراكز الصحية والاسعافية مملوءة بالمواطنين الذين تعرضوا للتسمم بفعل استنشاقهم الهواء المملوء بذرات الغبار ".

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة