الانوثة لدى الحضر

امل بورتر/ انكلترا

porter_e@hotmail.com

 

مجمع آلهة الحضر، وهم نفس الآلهة العراقية، وفي وسطهم(شمش) اله الشمس،

وعلى يساره(مرتا)ـ أي المرأة ـ الهة الانوثة وتتمثل بكوكب الزهرة، مثل عشتار.

 

المسألة المهمة التي تستحق التوضيح قبل سرد موضوع (الحضر) وكذلك (المناذرة)، تتعلق بمعنى كلمة(عرب) وظهورهم في العراق. طبعا لا نريد الخوض في الموضوع بالتفاصيل لانه طويل ومعقد ويحتاج الى دراسات خاصة، لكن فقط نجلب الانتباه الى الامور التالية:

ـ من المتفق عليه ان اول مرة في التاريخ تم فيها ذكر تسمية(عرب)، كان في الوثائق العراقية الآشورية للملك (شلمناصر) ذكر فيها عبارة (جندب العربي)، وهي  في القرن الثامن قبل الميلاد.

ـ هنالك دلائل عديدة على ان كلمة (عرب) هي نفسها كلمة(غرب)، حيث يتبادل الحرفان في اللغات السامية. وان العراقيين هم اول من استخدموها لتسمية القبائل البدوية (الغربية)، حيث اطلق على بادية غرب الموصل تسمية(عربايا) او (غربايا) وبالتالي فأن قاطنيها هم (غرب) او (عرب)، ولا زال العراقيون حتى الآن يطلقون على سكان اعالي الفرات تسمية(غربية)، على غرار تسمية(شرجية) على سكان الجنوب. وبالتالي فأن هذا يؤكد النظرية القائلة بأن اصل (العرب) ليس من الجزيرة العربية، بل هم اساسا سكان البادية الممتدة بين العراق وسوريا، والقاطنين فيها منذ الحقب المجهولة. ومع شيوع استعمال الجمل( جلب من آسيا الوسطى) في الالف الثاني قبل الميلاد، بدأت افواج من هذه القبائل العراقية السورية تنحدر نحو الجنوب، الى نجد والحجاز وسواحل الخليج حتى اليمن.  وهذا يعني ان (عرب) الجزيرة العربية هم الذين يعود اصلهم الى العراق والشام، وليس العكس.

ومن اهم الدلائل التي تؤكد صحة هذه النظرية، ان (عرب) دولة الحضر، و(عرب) دولة المناذرة، كانوا يتكلمون الآرامية العراقية، مع بعض المسميات العربية المتميزة. وهذا يعني ان (اللغة العربية) قد نشأت في احضان (اللغة الآرامية)، لأن القبائل العربية ما هي في الاصل إلا قبائل آرامية(عراقية سورية) تميزت بلهجتها الخاصة مع مرور الزمن، وخصوصا تلك التي انحدرت  نحو الحجاز، وبالذات قبيلة قريش. علما بأن (قبيلة قريش) هذه التي بنت (مكة) وقادت العرب والاسلام، يعتقد انها في الاصل من بقايا العراقيين من انصار (نبونيد) آخر ملك بابلي هرب مع انصاره الى الحجاز بعد سقوط بابل، وكان في وقتها زاهدا منعزلا في (التيماء) التي تقع الآن في السعودية. وهذا يفسر اسطور (العرب العاربة) أي  سكان اليمن الاصليين، و(العرب المستعربة) أي سكان الشمال الذين انحدروا من (اسماعيل) القادم من (اور) العراقية!؟(ميزوبوتاميا)

ــــــــــــــــــــــــــ

حارس اطلال الحضر

 

 الحضرمملكة عربية في عمق  السهل الشمال الغربى من وادي النهرين، او كما عرفت بـ(عربايا) اي مملكة العرب والتى تقع في بادية لا ماء فيها شانها شأن تدمر والبتراء. هذه المملكة تعلن انتمائها العربي بكل وضوح وبدون لبس ولو تتبعنا الكتابة الحضرية والتي لا تشبه الكتابه العربية الحالية  في الشكل ابدا، ولكنها تحتوي على نفس المضمون ونفس الالفاظ وحتى ان هناك  نص كتابي كما يلي( ابجدهوزحطي كلمن سعفص قرشت). كما وتدل الكتابات التي وجدت على الواح  وتماثيل الحضر على تفتح اجتماعي وتقيم لكل افراد المجتمع، بل ان هناك منحى للاشارة الى مهنة الانسان مهما كانت بسيطة وتندرج تحت اوطا السلم المهني الاجتماعي وكذلك الاشارة بدون الاحساس بالحرج الى المرض او الحاجة، مما يدل على ان المجتمع الحضري قد قبل بكل الصيغ المتواجدة فيه وتعايش مع الغريب والمختلف ولم يجد في ذلك حرجا او عيبا.

ان الحضر خير مثال على امتزاج حضارات وتفاعل جماعات من اصول عرقية وثقافية مختلفة. كذلك لقد استقطبت  مملكة الحضر كافة قبائل العرب وجعلتهم يحجون الى كعبتها التى كانت تتباهى بتماثيلها التى تمثل الهتها المختلفة واشهرها اله الشمس، بحيث  اطلقت على مدينة الحضر تسمية (مدينة الشمس).

لقد عبد اهل الحضر (الشمس) باسماء مختلفة فكان في الجزيرة  وفي كعبة  الحجاز يعرف باسم (هبل) وبذي الشرى في البتراء وباللفظ الآرامي (شمش) في الحضر. اللغة الحضرية هي الاساس الآرامي الذي انبثقت منه اللغة العربية، ولكننا نترك البحث في الاصول العرقية  واللغوية لأصحاب الاختصاص. يدل تاريخ الحضر على انها بدأت تظهر في القرن الاول الميلادي، اثر زوال الدولة العراقية الآشورية والبابلية وتنامي دور القبائل البدوية ألآرامية والعربية. اما بالنسبة لنهايتها فأنها انتهت بسبب دينى وعسكري اذ  زالت اهميتها كموقع دفاعي عسكري. وبما ان الحضر كانت تعتنق الديانة العراقية القديمة(عبادة الكواكب) فأن ظهور المسيحية وانتشارها في العراق ثم تسربها بين القبائل البدوية الآرامية والعربية هبوطا حتى  شمال الجزيرة العربية، لذ فقد فقدت الحضر دورها الديني السابق ولم يبقى لكعبتها وتماثيلها اية اهمية ( راجع: فؤاد سفر ومحمد على مصطفى -الحضر مدينة الشمس).

 الحضر كانت ملتقى العديد من الحضارت اذ فيها ازدهرت التجارة نظرا لوقوعها على خط القوافل الممتد من جنوب العراق والجزيرة العربية والخليج الىبلاد الشام ثم البحر المتوسط. الحضر كانت بودقة لتاثيرات حضارية عديدة انصهرت لتبرز باسلوب جديد جلي واضح لا يخفى تاثير الشخصية الحضرية المميزة والخاصة بها. ان ازدهار التجارة في الحضر ادي الى الانتعاش الاقتصادي وهذا بدوره انتج فن عمارة متقدمة جدا مع تقدم موازي له في كل نواحي الحياة الفكرية والحضارية، فبتقدم العمارة تزدهر الفنون كافة.

 وكما يبدو لكل من درس الحضر، قد تعددت العبادات فيها، وكان هناك احترام وتسامح دينى متبادل بين مختلف الاديان، فنجد الانسان الحضري يتعبد جنبا الى جنب مع اناس من اديان واقوام مختلفة، وهنالك نصب لآلهة عراقية  واغريقية  وفارسية ورومانية وعربية. لقد تمتعت المرأة في حياة الحضر بدور متميز يتجلى في ناحيتين، اولهما اهمية الآلهة الانوثية في عبادتهم، ثم اهمية دور النساء في الحاشية الملكية من ملكات واميرات.

الهات الحضر

 

مثلما للحضر آلهة ذكوري، على رأسها (شمش) اله الشمس، كذلك هنالك آلهة انوثية. حظيت الهات الحضر بكثير من التبجيل والتقديس ولم تكن مكانتهن لتقل عن مكانه الاله الذكر ابدا، فلهن اماكنهن المخصصة للعبادة ومعابدهن والكهنة والسدنة وكل ما يخص الالهة. ومن اهمهن:

 

 اترعتا،  وهي من اهم الالهة الحضرية وتقوم مقام (عشتار) (الهة الانوثة). وكان لها حضورها المميز، وفي فترة من الفترات اختص احد الكهنة ويسمى (عجا بن أبا) بالعناية  بمعبدها وتقديم الطقوس الخاصة به.

تماثيل (اترعتا) جائتنا تصورها دائما مع اسد او لبوة ونجدها في احجام وهيئات مختلفة فاحيانا تأخذ صفة اللات العربية(التي ظهرت في الجزيرة العربية فيما بعد بقرون)، واحيانا (عشتار) العراقية حاملة طفلا، او الالهة اليونانية اثينا الهة الحب او الحرب وصورة المدوزا على صدرها. وهي قد تصور واقفة او جالسة لوحدها او مع الهة اخرى او في نصب للبخور.نشاهد ايضا الربة (اترعتا)  تشارك زوجها (بعلشمين) في معبد فخم ومهم من معابد الحضر ونجد لها

 الكثيرمن التماثيل او الالواح.

 

ومن الالواح المهمة لوح الاله (نرجول) حيث نجد الالهة (اترعتا) في الزاوية اليمنى وترتدي زيا من الازياءالشائعة في الحضر.  نجد هنا ان  نرجول الاله الحارس يستعين باترعتا في. وهذا دليل اخر على ان فكر وفلسفة الانسان الحضري هي تعميم مشاركة المرأة للرجل على مختلف المستويات، بداية من الالهة نزولا الى الطبقة الحاكمة، ومن ثم الانسان الاعتيادي.

 ولا نغفل هنا ان نشيرالى ان (اترعتا) ربما تاخذ صفات الالهة (نني) العراقية الاشورية، كما وكانت تعرف باسم (ارتيميس نناي) في تدمر اوعشتار. ولكن (اترعتا) الحضرية تصطبغ بصبغة حضرية صرفة فهي ترتدي الزي الحضري من غطاء الرأس والفستان الطويل والضيق عند الصدر الذي ترتدية جميع نساء الحضر ولكن لكونها الهة فانها لا ترفع يدها بالتحية وتردي صندلا  مفتوحا حسب التقليد السائد في الحضر. ومن الملاحظ انها ترفع بيدها راية وشعار الحضر وهما الدائرة والنسر، مما يدل على اعتبارها الهة رئيسية لها القوة والسيطرة بتملكها راية وشعار الحضر. وقد وجد لاترعتا الكثير من التماثيل والالواح، كما في اللوح. ولكن هناك تخطيط بطريقة الحفر على جدار المعبد الثالث مثير للاهتمام حقا اذ نجد وجهها معبر تماما وجسمها ممتلئ وملابسها واسعة بها الكثير من الكسرات والطيات ووشاحها ينسدل على كتفها وظهرها ولا يغطي جسمها من امام.  وهذا الزي قريب جدا من الازياء الفينيقية التي كانت منتشرة في بقاع سوريا ولبنان.

 

 

 

الالهة مرتن،  وهي جزء من الثالوث الحضري (مرن- مرتن -برمرن) وتعني بالضبط( إمرء ـ إمرأة ـ بن إمرء) أي بما يعني ( السيد ـ السيدة ـ بن السيد)، وكما في المسيحية ( الاب والابن والروح القدس).  واحيانا كانت (مرتن) تأخذ صفات الهة القمر. نجد اسم هذه الالهة يتردد كثيرا في االادعية والصلوات ودائما توضع
برفقة زوجها وابنها وعند تنفيذ التماثيل الخاصة بها نجد انها تنفذ بكثير من الدقة والاهتمام مما يدل على مساواتها بزوجها الاله (مرن). دائما ياتي اسمها في الوسط بين الاله الاب والابن مما يدل على احتضان

الاثنين لهذه الالهة المهمة. وبما ان الاله (مرن) يمثل الشمس فهناك اعتقاد بان (مرتن) ربما تمثل القمر او الزهرة لذا نجدها وقد صورت وكانهاتخرج  من صدفة او يكون جسمها او جزء منه محاط بقوس يشبه الهلال.

 

الالهة تايخي او تايكة


 

 

 


                                                                   

وهي الهة حارسة المدينة والابراج والابواب ونجد دائما غطاء راسها يشبه البرج ورما كانت زوجة لنرجول الحارس اذ انهما يتقاسمان حراسة وحماية الحضر ونرجول ايضا يحرس العالم السفلي وكان  المعبد السابع في الحضر مخصص لنرجول وتايخى مما يدل على مسؤوليتهما المشتركة في حماية المدينة. اصل هذه الربة يوناني الا انها استعيرت من الحضارة الاغريقية واكتسبت الصفات الحضرية وصورت في تماثيلها وهي ترتدي الزي الحضري.
الالهة الللات


 

 

 


تصور هذه الالهة دائما مع الهتين اصغر منها حجما ورغم انها تشبه الهة الانوثة(اترعتا) وتحمل نفص صفاتها، الا ان الللات ايضا وجدت في معابد الحضر بصفتها المتميزة. ونجد الاسد ايضا بجانبها وهو ايضا من ميزات (عشتار)، دليل قوة الانوثة التي تسيطر على الفحولة المتمثل بالاسد. كذلك صورت مع اله اخر الا انه كان اقصر منها قامة وطاعن في السن اذا ان من صفات الللات ان تكون موفورة الشباب دائما.

الالهة فورتونا، وهي الهة مقتبسة من الرومان وتمثل (الحظوظ)، والتى تحمل كرة بيدها رمزا للحظ الذي يتدحرج بدون تعين فيصب خيرا او شرا وكانت هذه الألهة مشهورة بين الشابات الحديثات الزواج اذ كن يقصدنها ويتعبدن لها ليسعدن بحياتهن الزوجية.

 

اميرات وسيدات الحضر

       


 

 


                                                                    

 من اشهر الاميرات اللواتي خلدت بتمثال رائع لها هي الاميرة (دوشفري) بنت الملك (سنطروق الثاني) فلقد خلدت هذه الاميرة على ابهى صورة  تعكس لنا الجلال والمهابة التى عرفت بها  فملابسها تدل على الترف  مزوقة با لاجحار الكريمة وموشاة بازرار قد تكون من الذهب او اللؤلؤ والحلى النفيسة  من اقراط وقلائد تزينها كما وان تاجها الاسطوانى الشكل يدل على  مقامها السامي ونفس الشئ ينطبق على تمثال ابنتها (سمي بنت دوشفري). ونلاحظ هنا ان الابنة انتسبت بالاسم الى امها الاميرة  وهذا يدل ععلى اهمية مركز المرأة.  ونجد هناك نصا كتابيا يقول ان  تمثال دوشفري، اقامه لها  صديقها بن عبد عجيلي بن ستنبل، كما واقام هذا الرجل تمثالا اخر للاميرة سمي ابنة دوشفري، وعندما تذكر هنا كلمة صديق  فهي تعني المعنى الشامل والكامل للصداقة بين البشر وليس بين الجنسين فقط، الصداقة التي تثمن وتقدر لاهميتها الانسانية والاجتماعية (صورة رقم10-11).

تتكرر كلمة الصداقة كثيرا على  قواعد التماثيل  في الحضر اذ يبدو ان للصداقة اهمية كبيرة في اعراف مجتمع مملكة الحضر، فهناك نصوص كثيرة تشير الى ان المتعبد اقام التمثال له ولاصدقائه ولم يكن هناك اي احراج في اعلان صداقة الرجل للمرأة كما وان نصا كتابيا اخر يقول بان للآميرة دوشفري مرافق وقد اقام هذا المرافق تمثال لسنطروق بن سنطروق وكما يبدو انه اخ للاميرة دوشفري، فاذا كان للاميرة مرافق رجل فأن هذا يدل على التفتح الذهني والفكري  للمجتمع وفي الديانه الحضرية.

كان في الحضر تقليد سائد  بنحث تماثيل  او الواح  تمثل سيدات المجتمع الحضري  بصحبة ازواجهن وهذه التماثيل توضع في المعابد الخاصة بالهة معينة دليل على تبعية المتعبد لذاك المعبد  والهته ولم يجد الرجل الحضري اي غضاضة او حرجا في هذه المصاحبة العلنية لزوجته حيث يضع زوجته على قدم المساواة  معه امام الناس والالهة  ويعتبر  زوجته صنوا له  ويفتخر بها مما يدل علىسعة تفكيرة والاحترام العميق الذي يكنه الرجل  للمرأة.  

 

 

 

خير مثال على ذلك  تمثال (جذوة وزوجها عبد ملك) ولقد صورا واحدهما ملتفتا الى الاخر وابتسامة من الرضى تعلو

وجه (جذوة) وتدل ملابسهما على ترف ولابد انهما كانا من طبقة الاشراف في المجتمع الحضري. كما و نحتت تماثيل لسيدات  مرموقات من طبقة الاشراف  حيث وضعن في اطار منحوتة تضمهن مع الالهات كمتعبدات  مما يدل على ان   قيمة هولاء النساء قد تصل الى درجة شبه مساوية للالهات او حتى تكرم من قبل الاله نفسه.

 ان مفخرة الحضر بدون منازع تمثال (ابو بنت دميون) وعلى قاعدة تمثال هذه السيدة ذات المهابة والرفعة نقراء ان الاله برمرين وهو الاله الابن قد اقام لها هذا التمثال(صورة رقم 13) ) وهناك الكثير من التماثيل التى كانت تقدم  من قبل ازواج او اباء النساء للمعبد احيانا خلال حياتهن او بعد وفاتهن.

واهم مثال على ذلك تمثال فتاة كانت قد اغتيلت وهي في الثامنة عشر من العمر واسمها (ابو بنت جبلو) واقام التمثال لها زوجها  ( اشا بن شمش لطب )وكتب على قاعدة التمثال احياء لذكرى هذه الزوجة ما يلي( استغيث بالألهة مرن ومرتن وبرمرين  وبعلشمين واترعتا على من قتلها  وشمت بموتها وعلى كل من تكلم عنها بالكلام البذئ

 

هناك تمثال (سمي بنت عجا) التى كما يبدو لنا انها كانت عازفة ومرتله في المعبد اذ نجد كتابة على قاعدة التمثال تشير الى ان هذا  تمثال (سمي بنت عجا بن اشتطي بن  سلوك) اقامه لها زوجها( عجا ابن ابا كاهن اترعتا)(.  ولن ننسى  تمثال العازفة (قيمى بنت عبد سميا بائع الخمور).اذ نجدها قد صورت في ابهى حلية وممسكة بالالة الموسيقية الى تعزف عليها مما يددل على ان للمرأة الحق والحرية في ان تعزف على الة موسيقية وتغني وقد تكون قيمي مرتلة في معبد  اذ انها ترتدي زيا حضريا مختلف بعض الشئ عن الازياء الاعتيادية وان لتمثالها قيمة فنية عالية من ناحية التنفيذ التشكيلي وعلى قاعدة التمثال نصا يقول:( بايلول سنة549= 238 ميلادية تمثال قيمي بنت عبد سميا بائع الخمور، زوجة نشر عقب كاتب برمرين، التمثال الذي وعدتها به اشربلالالهة البتول،! وقد اماقته قيمي لنفسها من اجل حياتها وحياة نشر عقب زوجها وعبسا اخيها وحياة كل الساكنين داخلا وخارجا، في معبد برمرين ولحياة كل من هو صديق لهم وللجميع.الكاهنة مرتبو  ترتدي زيا حضريا الا انه محور بعض الشئ ربما كان خاص بالكاهنات فقط وان تماثالها اقامه لها ابنها وهذا ما يسترعي الاهتمام اذ ان الكاهنات في الحضر لم يسمح لهن بالزواج ولكن كما يبدو ان الكاهنة مرتبو قد دخلت سلك الكهنوت بعد ترملها. كما ظهر لنا ان النساء في الحضر كن يصلين او يعزفن ويرتلن في المعابد التى كانت مختلطة وتعج بالمصلين من الجنسين، كما عبر عن ذلك الفنان العراقي المبدع حافظ الدروبى في احدى لوحاتة والتى استند فيها على الحقائق من خلال التنقيبات التى جرت في الحضر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

·           الحضر مدينة الشمس / فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى

·          the Parthian civilization، the Seleucids at British museum

العودة للفهرس