المفكر المصري الاسلامي  (جمال البنا) يحلل زواج المتعة..

 

أثار كتاب (مسئولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث ) لمؤلفه المفكر الاسلامي المصري  جمال البنا( إبن حسن البنا مؤسس حركة الاخوان المسلمين) زوبعة في الأوساط الدينية والشعبية في مصر .
رغم مرور عشر سنوات على طباعته وتداوله بين الناس إلا أن هذا الكتاب إستفز أحد المواطنين المصريين البسطاء فأخبر الشرطة التي قامت بدورها في إرسال نسخة إلى الأزهر الذي إعترض على الفصل الرابع من الكتاب الذي يحمل عنوان (بين التقوقع والتميع ) وهو بحث يتصدى لمحنة الإسلام المغتربين في الدول الأوروبية وأمريكا ، وكيف بامكانهم تحقيق المعادلة الصعبة ما بين الإفادة من ثمرات الحضارة الغربية والاحتفاظ بشخصيتهم دون التنكر أو الانعزال عن هذا المجتمع ، ويعرض حال المغتربين قائلاً :
بعض الأفراد ما إن تواجه المجتمع الغربي حتى تنبهر به فتتزلزل العادات والتقاليد والمبادئ لديهم وتتهاوى أمام صور الإغراء وظاهر التحلل...
وآخرون تثير هذه المظاهر الغريبة عليهم قوى المقاومة في النفس مما يؤدي إلى العزوف والكراهية والتقوقع والانعزال...وبذلك يضيع الهدف.
ثم يستطرد المؤلف إلى النقاط التي أغضبت المشايخ وأهمها قضية الزّي قائلاً: ليس الزّي جزء من العقيدة، وأهم نقطة في هذه القضية موضوع الحجاب الذي يعتقد البنا أن سبب الحجاب هو لمنع الأذى عن المرأة والمهم أن لا يكون هناك تبرج الجاهلية الأولى.
أما الموضوع الأكثر سخونة والذي كان سبب المواجهة العنيفة التي لقيها البنا هو (زواج المتعة) طارحاً هذا الحل (للشباب المسلم المغترب الذي يجد نفسه أمام أمرين أما الوقوع في المعصية في ظل عاصفة المغريات التي تواجهه وأما الاستفادة من الحل الذي وضعه رسول الله محمد(ص) والذي حرّمهُ المسلمون على أنفسهم كما لو كانت المتعة خروجاً عن الإسلام أو ليس الله أعلم من المؤمنين بأنفسهم وهو أقرب لهم من الوريد).
فالرسول الكريم محمد(ص)رخص الزواج المحدد المدة وقيل أن الرسول حرّمه لكن المسلمون ظلوا يمارسونه طوال خلافة أبو بكر وجزءاً من خلافة عمر الذي قرر تحريمه بناء على تحريم الرسول(ص). ولعل عمر(رض) خشى إساءة استخدام الناس لهذه الرخصة فبادر بسّد بابها مصيباً في اجتهاده هذا، ولكن التحليل والتحريم مردهما إلى الله تعالى وليس لأحد من البشر وتحريم عمر(رض)لا يعني استمرار التحريم إذا وجدت الأسباب التي من أجلها يرخص هذا الزواج وهو ما نعتقد أنه ينطبق على الحالة التي نحن بصددها خاصة ً المغتربين.



واستخدام هذه الرخصة سيحل عدداً من المشكلات لأنه ييسر وضع الغريزة محلها وبطريقة مشروعة بعيداً عن الزنا،وقد يستطيع أن يهدي الزوجة إلى الإسلام وهذا خير من الدنيا وما فيها، أما مسألة الأولاد التي تعد أصعب ما في القضية يمكن استبعادها لسهولة تنظيم النسل. كما أن هذا الزواج لا يترتب عليه ما يترتب على الزواج المستمر الدائم من مشكلات عويصة. خاصة في أمريكا وأوروبا وعند الطلاق لن يثير هذا الأسلوب ضيقاً لدى الطرف الآخر لأنه هو نفسه لا يريد التورط في زواج دائم ، ولأن للزواج المحدد المدة أنصاراً كثر يقدرونه كمرحلة قبل الزواج الدائم وليس كرخصة فقد وضع ليون بلوم الزعيم الاشتراكي الفرنسي كتاباً كبيراً يدعو فيه إلى هذه الفكرة ويسميها زواج التجربة ، وبهذه الطريقة – حسب قول البنا – يحل الطالب المغترب أزمته الجنسية طوال مدة دراسته وحتى يرجع إلى بلاده أما بالنسبة للمهاجر هجرة دائمة فإن زواج المتعة سيقدم له الطريقة الوحيدة المشروعة للتوصل إلى الزوجة الصالحة التي يمكن أن يحيا معها وإلى الأبد . هذا ما قدمه البنا في الفصل الرابع من الكتاب . علما ان الازهر قد طالب بمنع الكتاب.

ــــــــــــــــــــــــــــ

العودة للفهرس