مشروع تقنين البغاء في ايران

جريدة الشرق الاوسط ـ لندن ـ 2 ـ 3 ـ 2004

 

حصلت  «الشرق الأوسط» على نسخة من الوثيقة التي تشير الى طريقة انشاء «بيوت العفاف» لمكافحة الفحشاء والعلاقات غير المشروعة بين الرجال والنساء والأمراض الجنسية وفي مقدمتها الايدز. و«بيوت العفة» المقترحة ستعرض ـ حسب الوثيقة ـ على زبائنها الراغبين في الزواج بطريقة المتعة (الزواج المؤقت) من النساء والرجال، تسهيلات تشمل: ـ اجراء الزواج بصورة شرعية للمدة التي يتفق عليها «الزوجان»، من ساعة واحدة الى 99 سنة. ـ منح «الزوجين» ترخيصاً رسمياً لحجز الغرف في الفنادق اذا ما كان الجمع بينهما (في بيت احداهما) غير ممكن. ـ اخضاع الزبائن لفحوصات طبية محددة بصورة منتظمة بحيث يحمل كل زبون وزبونة شهادة طبية تؤكد عدم ابتلائه (أو ابتلائها) بأمراض جنسية معدية. ـ تشرف على هذه البيوت هيئات تتألف كل واحدة منها من احد ائمة المساجد وممثل حاكم المدينة وقائد قوات الأمن وأحد التجار وأحد الأطباء. ـ يدفع الزبائن مكافأة رمزية كمساهمة في تغطية تكاليف ادارة البيوت. وبالنسبة للنساء اللواتي تسمح «بيوت العفة» بتزويجهن بطريقة المتعة لساعات أو ايام أو سنوات، فلا بد أن يكن: ـ من الأرامل. ـ أو من النساء العاملات غير الراغبات في الزواج بصورة دائمة. ـ النساء غير الجميلات اللواتي يعانين من نقص أو مرض يحول دون

زواجهن بصورة عادية. ـ الفتيات اللواتي يقمن في مكان بعيد عن بيوتهن العائلية كالطالبات.

 

وبالنسبة للذكور فإن الشرط الوحيد هو امتلاكهم شهادة طبية بخلوهم من الامراض الجنسية وتسديدهم المكافأة الرمزية لـ«بيت العفة».وبالنسبة لأجر الزبونة أو «الزوجة»، فإنه يتراوح بين 30 ألف تومان ومليون تومان بحسب توافق «الزوجين». مساعد محافظ قم، مدينة الحوزة ورجال الدين، اعترف اخيراً في اجتماع لكبار مسؤولي المحافظة بأن عدد بائعات الهوى في هذه المدينة المقدسة يتجاوز عشرين الفاً. فهناك المئات من السماسرة يزاولون عملهم بالهواتف الجوالة في المدينة. وفي العاصمة طهران هناك المئات من بيوت المتعة السرية ويعتقد المحافظون بأن انشاء «بيوت العفة» هو أفضل طريق لاغلاق البيوت السرية والقضاء على ظاهرة الدعارة بشكل نهائي. بينما الرئيس خاتمي ورجاله يرون أن انتشار الفحشاء والرذيلة وغيرهما من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، يرجع الى الفقر وتلاشي القيم الاخلاقية والأسس التي كان المجتمع الايراني قائماً عليها، وان علاج المشكلة لن يتم عبر المشروع المقترح «بيوت العفة» بل من الضروري اقتلاع جذور هذه الأمراض بحل مشكلة الفقر وتطبيق الاصلاحات، مؤكدين ان المجتمع الذي يحظي مواطنوه بنعمة الحرية والعدالة الاجتماعية لن يسمح بانشاء تلك البيوت بغض النظر عن اسمائها.

ــــــــــــــــ

العودة للفهرس