سيرة ذاتية

ثلاثية لابنتي(طيف)..(*)

علي السوداني ـ بغداد

الحلوة (طيف) مع الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي في عمان

هامش تعريفي

ابنتي (طيف) ولدت في كرخ بغداد (العطيفية)، تحديدا خريف العام 1992، حيث دجلة يمر من هناك هادئا منعطفا يبث بركاته على بيوت الفقراء والاغنياء، ناثرا جماله وتواضعه على ايام الرعية وعلى (طيف) التي استعارت من دجلة ذلك البهاء المبين..

تركتها ورحلت الى عمون او عمان وهي لم تتم السنتين، ثم جمعتنا الالهة ثانية  عند ارصفة العوز والغربة، فكانت البنت تجد صعوبة بائنة في تعريف وتأويل وجه ابيها المعطوب..

-1-

طيف بنت صغيرة، حلوة وحبابة، لا تلثغ بالسين ولا بالراء ولا بالكاف، هي صغيرة وضئيلة ولا تعتني بجدائلها، تخلط الحروف آحايين فيتنزل البيان.

ثمة رغبة لديها في مناصفتي مائدتي السهرانة، لكن غلاظة قلبي وسرطان التبغ يلفظها دائماً خارج الوليمة فتنام مطمئنة مع الملائكة المجنحين.

على هامش المنتهى، أستحضرها، أحك لحيتي الزرقاء فتسقط في كأسي ياسمينة غضة مسورة بالكركرات وبأغاني آخر الليل.

لـ ( طيف) الجميلة معضلة عائمة؛ البارحة رسبت في درس الجغرافيا لأنها رسمت خريطة الوطن، معضوضة من جهاتها الأربع.

(عمر) شقيق (طيف) مع الشاعر البياتي

ـ2ـ

لم تستطع طيف أن تحتفي اليوم بخريفها الثامن وكان على أبيها المنهك أن يعلقها برقبته ويدور بها كما درويش.

دار المتصوف التعبان ودارت معه طيف وعندما ساحت الدمعات على منتهى الليلة، أسرت " طيوفة" الحلوة أباها بالسر العظيم الذي فطّر قلبها وحطّم روحها ووضع ميلادها على الرف؛ اليوم رسبت البنت في درس الوطنية بعد أن سقطت من ذاكرتها الطرية نجمتان من علم الوطن.

-3-

في المشهد الثالث وعلى تنغيمات أذان الفجر، أوحي إليّ بإشارة راسخة انفلتت من مخبأ التأويل، هي أن طيف البنت، الحلوة، الصغيرة، المشاكسة، سترسب غداً في درس التأريخ. لقد اختلط عليها حابل ما وقع بنابل ما سيقع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) لقد تعودنا عندما نتحدث عن (الانثى) نعني (المرأة) متناسين(الطفلة).. لهذا فأننا نحاول ان نحتفي بـ(الطفولة) من خلال هذا النص الجميل الذي كتبه صديقنا عن ابنته.

العودة للفهرس