المراقد المقدسة في مدينة المسيب

علي السعيدي


 

اولاد مسلم بن عقيل في المسيب


ارض العراق الارض الطيبة المباركة. . مهبط الانبياء والرسل والكتب السماوية. . ارض العلم والعلماء والمعرفة والتاريخ والامجاد والحضارة تضم في ثراها عدد كبير من مراقد الائمة ال البيت الاطهار عليهم السلام ومدينة المسيب في محافظة بابل واحدة من المدن العراقية التي تضم ثرى عدد من المراقد المقدسة من بينها مرقد ولدي مسلم بن عقيل (ع) ومرقد السيد احمد بن ابراهيم المجاب والسيد الجليل الحسين بن الحسن العرزمي.
ولدا مسلم (ع)
يقع مرقد محمد وابراهيم ولدا مسلم بن عقيل بن ابي طالب (ع) الى الطرف الشرقي من المسيب ويمتد بينهما شارع معبد بطول كيلو متر واحد فقط، وفي يومنا هذا يكاد يتصل العمران والابنية بين مركز المدينة والقرية المحيطة بالمرقد والمساماة باسمه، وقصة شهادة ولدي مسلم بن عقيل (ع) بعد انجلاء معركة الطف سنة 61 هـ وكيفية هروبهما من السجن مشهورة، وان اختلف بعض تفاصيلها وهي تثير الالم والحزن في النفوس.
ويتكون المرقد من الحرم الداخلي وفيه الضريحان وعليهما صندوقان من الخشب الصاج ومشبك معدني، وترتفع فوق الحرم قبتان مغلفتان من الخارج بالقاشاني وتتقدمه طارمة مستطيلة تفصل بينه وبين الصحن الذي تقع الى جانبه الشرقي طارمة مستطيلة ايضا عقدت الاقواس عليها، وتقابلهما الى الجانب الغربي بناية طابقين احتوى اولهما (الارضي) على ست غرف بضمنها غرفة السادت ويليها المسجد، واحتوى الطابق الاعلى على اثنتى عشرة غرفة وللصحن باب رئيس مصنوع من الخشب الصاج.
ولم تنقطع اعمال الصيانة والبناء في المرقد خلال العقود الثلاثة الاخيرة فقد جددت عمارته الحالية سنة 1974 تبعتها اعمال صيانة شاملة على القبتين وتوسيع الحرم الداخلي من الجهة الشمالية وغيرها من اعمال الصيانة والتطوير ولم يزالا عامرين مشيدين شامخين معززين بالزيارة الاسلامية القديمة والحديثة. ان شهرة اولاد مسلم (ع) غير خفية على المحققين ومدوني التاريخ وقد قضى عليهما قرون حتى وصلت الينا هذه الشهرة ولم يتنكر لها احد من العلماء.
مرقد ابو جاسم
ومن المراقد المقدسة الاخر في مدينة المسيب هو مرقد السيد احمد بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى الكاظم (ع) وكنيته ابو جعفر، واشهر بكنية محلية غلبت على كنيته السابقة وهي اسمه (ابو جاسم)، ولد في كربلاء وانتقل الى مدينة قصر ابن هبيرة حيث ادركته الوفاة فيه، وجاءت في وصفه انه من الوجهاء الاخيار وقيل انه من المعمرين فيه من المدن. يقع مرقده شرقي المسيب على مسافة عشرة كيلو مترات تقريبا وحوله قرية تدعى باسمه المحلي وقد تم تشديد بنائه قبل عدد من السنين ويتكون من حرم داخلي واسع وذات اروقة وفيه الضريح وتعلوه قبة مغلفة بالقاشاني وتتقدمه طارمة ثم صحن له بابل كبير من الخشب الصاج يطل على شارع معبد يربطه بمركز القضاء ويزعمون ـ بلاسند ـ انه قتل في النهروان ودفن هنا وقد فند هذا الزعم السيد جعفر بحر لعلوم في تحفة العالم، وانكره اللامة الشيخ محمد حرز الدين ايضا في مراقد معارفه،هذا وقد اتفق المنسبون والمؤرخون على ان ليس للامام الحسن السبط (ع) ولد يسمى القاسم الاكبر غير القاسم شهيد الطف مع عمه الحسين (ع). وتجدر الاشارة الى ان جميع كتب الانساب والتراجم والسير تؤيد ما اوردوه، واكدت كل المصادر المعتبرة التي تعرض لهذا القبر نسبته الى السيد احمد بن ابراهيم المجاب.

 

مرقد القاسم بن الحسن (ع)

            
ابو يعلي العرزمي
هو السيد الجليل ابو يعلي بن الحسين بن علي العرزمي بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الامام موسى الكاظم (ع) وقد اشتهر بكنية ممحلية شائعة هي (ابو ورود). وقد نقل الناسبون في مصادرهم المعتبرة وشجرتهم الموثقة لمحات موجزة من اخباره وسلسلة نسبه وموضع قبره واتفقوا جميعا على انه المقتول في طريق قصر ابن هبيرة ولقبوه بـ(البلاء) لشجاعنه وجرأته ومن هؤلاء السيد جمال الدين الحسيني المعروف بابن عتبة (توفي 828 هـ) في عمدته اذ جمع اقوال من سبقوه وهو ابو نصر التجاري (كان حيا سنة 431 هـ) صاحب سر السلسلة العلوية، وابو اسماعيل ابراهيم ابن طباطبا (من اعلام القرن الخامس الهجري) مؤلف منقلة الطالبية وابو الحسن العمري واضع المجدي في الانساب، واورد ذكره ايضا المؤرخ الكوفي حسين البراقي (توفي سنة 1332 هـ) في تاريخه ويعد مرقده من المراقد القديمة في المنطقة، وكان الشيخ علي القسام اول من نسب هذه المراقد اليه في كتابه (السفر الطيب في تاريخ مدينة المسيب) وقال عن صاحبه (السيد الجليل والفاضل النبيل ابن السادة الاماجد المقتول ظلما استشهد في طريق قصر ابن هبيرة) وقد اكد هذا الخبر الاستاذ المحقق زهير احمد القيسي في برنامجه الاذاعي عن معنى الاسماء واصول المدن والمراقد سنة 1996 حينما سئل عن صاحب هذا المرقد وليس هناك ما ينفي هذا القول او يعارضه. ويقع هذا المرقد شرقي مدينة المسيب وعلى مقربة من مرقدي ولدا مسلم بن عقيل (ع) وبينهما بستان نخيل ويربطهما طريق ترابي والى الشمال منهما مشروع المسيب الكبير.

 

 

تطوير واعمار المراقد

 في اواخر عام 1960 تداعت القبة القديمة للمرقد ثم الت الى السقوط فسارعت جماعة من اهل الخير بالتبرع واعادت بناءها سنة 1970 وقام بترميم بقية اجزاء المرقد ثم جدد بصورة شاملة سنة. 1989 ويتكون المرقد من صحن مربع فسيح محاط بجدار من الاجر وتتوسط الحرم وفي مقدمته طارمة، وفي مؤخرته طارمة اخرى ايضا، وفي داخله رواقان يقع بينهما الضريح وعليه صندوق خشبي مشبك وتعلوه قبة مغلفة بالقاشاني الكربلائي الاخضر وفوقها صومعة وقد زينت قاعدة القبة ببعض الايات القرانية المباركة، وفي مدخل المرقد على الجانب الايمن من الصحن مسجدا للصلاة وتليه مجموعة غرف خصصت الاولى منها للسادة والبقية لخزن الاثاث ومولدة الكهرباء وعلى الجانب الايس توجد سقاية للماء ومرافق خدمية، وجعل الجانب الخلفي من الصحن حديقة زرعت بمختلف الاشجار المثمرة والزهور الجميلة وتبلغ المساحة الكلية للمرقد زهاء سبعة الاف وخمسمائة متر مربع، ومن المؤمل اضافت وتوسيع بعض الابنية الملحقة به.

إطبـــــــع العودة للفهرس

إحفظ الصفحة