مدينة بعقوبة

 

من آثار الحضارة العراقية في ديالى

 

 بعقوبة مركز محافظة ديالى التي تتجسد فيها الاخوة العراقية منذ أزمان بعيدة . ولقد وردت تسميتها في كتب ياقوت الحموي في القرن الثالث عشر للميلاد باسم (بعقوبا و باعقوبا) -وقال في وصفها (قرية كبيرة كالمدينة، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ،من أعمال طريق خراسان، وهي كثيرة الأنهار والبساتين، واسعة الفواكه، متكاثفة النخل، وبها رطب وليمون، يضرب بحسنها وجودتها المثل، وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي، ونهر جلولاء يجري في وسطها، وعلى جنبي النهر سوقان، وعليه قنطرة، وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السوقين والسفن تجري تحت القنطرة الى باجسرا وغيرها من القرى، وبها عدة حمامات ومساجد. الخ. )

وهذا الوصف يكاد ينطبق كل الانطباق على ما هي عليه اليوم، إلا أن النهر الذي يجري في وسطها في الوقت الحاضر يسمى خريسان وليس بنهر جلولاء، وهو يجري في تلك الأصقاع  ملتويا،حتى لتحسبنه سلسلة من الأنهار متشابكة الوشائج يتفرع بعضها عن بعض.

 و " بعقوبا " سبقت الإسلام، كما جاء في الأسفار السريانية، و ذكرها الرحالون العرب في كتبهم في القرون الوسطى واسمها الحالي متاتي من اللغة الآرامية التي كانت سائدة قبل وبعيد الإسلام باسم "باعقوبا" –المختصرة لـ " بيت عاقوبا " ومعناه موضع (الفاحص) او (المعقب) أو (الحبس) بسبب موقعها على طريق القوافل الى إيران وهي تقع اليوم على مسافة ستين كيلومتر ا من الشمال الغربي لمدينة بغداد. يمر بها القطار الممتد بين بغداد و كركوك واربيل. وبعقوبة بنائها قديم و فيها ثلاثة شوارع رئيسية : يصل اولها ظاهر القصبة الشمالي بمحطة القطار،ويصل الثاني صرح الحكومة بمقر مديرية الشرطة القديم فقرية الهويدر، أما الثالث وهو أهمها و أكثرها استقامة فيبتدئ من مقر الشرطة ويمتد الى الخارج وقد أقيمت في الضواحي الجديدة مبان عصرية وعمارات حكومية خلال العقود المتأخرة.

 وتمتاز بعقوبه عن بقية المدن الأخرى بأنها غابة من النخيل الوارف، و أشجار الفاكهة المختلفة التي عادة ما تنمو تحتها، ولا سيما حين يأتي الربيع فتبدو برقة هوائها ونسماتها الفواحة بأريج القداح وكأنها قطعة من جنان الخلد. وتعتمد تجارتها على الفواكه والثمار، وهي تنقل عادة الى أسواق بغداد لتصرف.

ويذكر التاريخ بعدما فرغ المسلمون من المدائن وملكوها، ساروا نحو جلولاء حتى أتوا مهروذ، وعلى المقدمة هاشم بن عتبة بن أبى وقاص فجاءه دهقانها وصالحه على مبلغ من المال على أن لا يقاتلوا أهلها ". ومهروذ او مهروت " كما يسميها الاهلون اليوم مقاطعة تقع على مسافة 18 كيلومتر من بعقوبا ثم أبدلت الحكومة اسمها الأول باسم (ناحية كنعان).

وبالإضافة لكنعان ثمة مدينة (المقدادية)- وتقع على مسافة(42) كلم من بعقوبا شرقا وكانت تسمى في السابق (شهربان)،وهو أسم فارسي حيث (شهر) يعني مدينة،وأبان شخص أو حدث ما. فأبدلت باسمها الحالي في العهد الملكي وهي من أكثر مناطق توابع بعقوبه عمرانا، وبدأ الإهتمام بها منذ مجلس الأعمار في الخمسينيات.

لقد عانت بعقوبة من الاهمال والفرز الطائفي خلال العقود الماضية بالرغم من كونها من أغنى مناطق العراق زراعة ويمكن التعويل عليها مستقبلا لتكون سلة الغذاء للعاصمة بغداد ومدن جنوب كردستان العراق. وكذلك مناطق استراحة لخط سير السياحة الايرانية القادمة الى العراق.

إطبـــــــع العودة للفهرس

إحفظ الصفحة