شخصيات معاصرة

 

علي الداقوقي ــ  كركوك

 

هنا شخصيات شيعية معاصرة ، أما أنها عراقية الهوية ، أو أنها عاشت وأبدعت في العراق ..

 

آية الله السيد محمد باقر الصدر

 

آية الله السيد محمد باقر الصدر مفكر وفيلسوف إسلامي ومرجع ديني شيعي عراقي .

   

 ولد السيد محمد باقر الصدر في مدينة الكاظمية في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـجري ( 1935 ميلادي ). فقد السيد الصدر والده وعمره أربع سنوات إذ توفى السيد حيدر الصدر عن عمر يناهز الثامنة والأربعين، وقد تولى الإشراف عليه بعد فقدان والده أخيه السيد إسماعيل الصدر. تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر،وقد درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ .

ابتدأ السيد الصدر دراسته لمقدمات العلوم بالكاظمية وهو في سن العاشرة. و بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية. في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد اسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه: إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم .

في سنة 1365 هـجري ( 1946 ميلادي ) هاجر السيد محمد الصدر من الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف; لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم البارزين في المذهب الشيعي وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي, وأنهى دراسته الفقهية عام 1379 هـجري ( 1959 ميلادي ) و الأصولية عام 1378 هـجري ( 1958 ميلادي ) عند آية الله السيد الخوئي .

نال السيد درجة الاجتهاد وهو في أواخر العقد الثاني من عمره، وبدأ في إلقاء دروسه وهو لم يتجاوز الخمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول في جمادي الآخرة عام 1378 هـجري ( 1958 ميلادي ) وأنهاها في ربيع الأول عام 1391 هجري( 1971 ميلادي )، وشرع بتدريس الدورة الثانية في العشرين من رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـجري ( 1961 ميلادي ) .

تصدى السيد الصدر بشكل فلسفي وفكري لما تتعرض له الساحة العراقية في الخمسينات من اشتداد الحركة الشيوعية.من ناحية أخرى أصدر فتوى بحرمة الأنتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك ، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى إعدامه وكان يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية، تحكم بما أنزل الله عزوجل ، وعرف السيد الصدر بمناصرته للثورة الأسلامية في إيران و الإمام الخميني وكان على معرفة به أيام تواجد الخميني في النجف الأشرف . وبعد قيام النظام الإسلامي في إيران أعلن ما كان يرجوه من دولة إسلامية قد تحقق فعلاً .

مؤلفاته

ألّف في مختلف حقول المعرفة فمن كتبه في الفلسفة كتاب "فلسفتنا" وهو كتاب يعرض فيه الآراء الفلسفية في نقاش مع الماركسية وغيرها من النظريات الفلسفية وفي الاقتصاد "اقتصادنا" وهو كتاب يشرح النظرية الاقتصادية وفق المنظور والتصور الاسلامي . ومن أشهر كتبه وأهمها كتاب في نظرية المعرفة "الاسس المنطقية للاستقراء" الذي يستدل به على طريقة حصول اليقين عن غير طريق البرهان الارسطي المعروف بما يسمى "بالتوالد الذاتي للمعرفة". بالاضافة إلى تأليفاته في الفقة وأصول الفقة التي تعتبر قفزة نوعية للتفكير الاصول في المدرسة الدسنية لو صح التعبير.

وفاته

بعد أن أمضى السيد الصدر عشرة أشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله في التاسع عشر من جمادي الأولى عام 1400 هـجري الموافق للخامس من إبريل عام 1980 ميلادي مع أخته بنت الهدى ونقلا إلى بغداد . وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال وفي مساء اليوم التاسع من إبريل لعام 1980 ميلادي، طلب من السيد محمد صادق الصدر الحضور إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن بفتح التابوت، فشاهد السيد محمد صادق السيد محمد باقر الصدر مضرجاً بدمائه ، و آثار التعذيب على وجهه ، وكذلك كانت أخته بنت الهدى ( رحمهما الله ). و تم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

آية الله السيد محمد صادق الصدر

 

آية الله السيد محمد صادق الصدر

آية الله السيد محمد صادق الصدر

 

آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (23 مارس 1943م - 9 فبراير 1999) في مدينة النجف في العراق . هجريا ولد في السابع عشر من ربيع الاول عام 1362 هـجري. وهو ابن عم محمد باقر الصدر المرجع الشيعي الذي إعدم بأمر من صدام حسين في سنة 1980 نتيجة لآرائه الإسلامية التي كانت تعارض التوجهات العلمانية للحكومة آنذاك. وكان محمد صادق الصدر هو احد تلاميذ محمد باقر الصدر ولكن بعد وفاة الأخير عزل محمد صادق الصدر نفسه عن الحياة الاجتماعية ويقوم بتقية مشددة لمدة 9 سنين، كما وصفها هو في لقاء الحنانة الذي اجري معه.

 ونتيجة لذلك حاول النظام العراقي استخدامه كأداة ضد إيران، فعينه مديراً للحوزة العلمية في النجف مما أثار الكثير من الشبهات حول علاقاته مع النظام العراقي . ولكنه بعد ذلك استطاع ومن خلال خطب الجمعة التي كان يقدمها مرتدياً كفناً أبيضاً أن يبرهن أن استطاع خداع النظام وإبراز صورة غير حقيقية عن نفسه لصدام حسين مما مكنه من الصعود إلى هذا المنصب والتكلم مع الناس مباشرة، وطبعاً لم يرتحِ النظام العراقي لهذا فتم قتله مع اثنين من ابنائه في حادث سيارة مفتعل ، وبعد استشهاده تغير لون السماء ألى الأحمر بعد ان القى ما يقارب الأربعين خطبة جمعة ناقش فيها الكثير من المشاكل الاجتماعية واليومية للشعب العراقي  .

 

السيد مقتدى الصدر، ابن الامام محمد صادق الصدر..

 

ومن أبرز أولاده الآن مقتدى الصدر الذي يترأس التيار الصدري وجيش المهدي الرافض للوجودالعسكري الأمريكي في العراق .

ـــــــــــــــــ

آية الله السيد محسن الحكيم

 

 

السيِّد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن حمود بن إبراهيم بن علي الطباطبائي الحكيم، أحد علماء الإمامية، ولد في النجف الأشرف، وقيل في بلدة بنت جبيل بلبنان سنة 1306هـ .

توفي والده وهو صغير، فتكفل تربيته أخوه الأكبر السيِّد محمود، وشرع في قراءة القرآن الكريـم وهو ابن سبع سنين، ثُمَّ ابتدأ بدراسة علم النحو، ودرس المقدّمات على أخيه السيِّد محمَّد، وعلى جملة من الفضلاء .

برز في الأوساط العلمية في النجف الأشرف، حتى أصبح سنة 1333هـ في مصاف العلماء، وعندما قاد السيِّد الحبوبي جمهور المسلمين في العراق في جبهة الناصرية ضدَّ الاحتلال الإنكليزي، استصفاه السيِّد الحبوبي لنفسه، وأولاه ثقته.

توجه للتدريس بعد رجوعه من الجهاد، وسافر في سنة 1350 هـ إلى جبل عامل في لبنان، فمكث فيها، يفتي ويعظ ويرشد ويفض الخصومات، ثُمَّ رجع إلى النجف الأشرف سنة 1315هـ .

قام بنشر الثقافة الدينية والعلمية عن طريق تأسيس المكتبات العامة، فأسس المكتبة المعروفة باسم «مكتبة آية اللّه الحكيم» في النجف، وهو أوّل من أسس مكتبة عامة فيها، وأنشأ لها فروعاً في العراق، وأندونيسيا، وسوريا ولبنان. توفي ببغداد سنة 1390هـ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف، فدفن هناك . له عدّة مؤلفات، منها: مستمسك العروة الوثقى، نهج الفقاهة، حقائق الأصول، شرح التبصرة، دليل الناسك، منهاج الصالحين، منتخب الرسائل، منهاج الناسكين .

 

نجوم آل الحكيم

لا شك أن أسرة الحكيم في النجف تعدّ من أفخر الأسر وإلى جانب ما تمتع به السيد الحكيم من نشاطات اجتماعية وعلمية فقد حباه الله بذرية لمع نجمها في سماء العلم خلّف السيد الحكيم من الأبناء عشرة ومن البنات أربعاً وهم :
1 - آية الله الحاج السيد يوسف الحكيم ولده الأكبر والذي كان من أساتذة الفقه والأصول في حوزة النجف الأشرف .
2 - حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد رضا الحكيم .
3 - الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد مهدي الحكيم .
4 - حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد كاظم الحكيم .
5 - آية الله شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم والذي كان يترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والذي حمل لواء الجهاد بعزم وصبر فكان خير خلف لخير سلف.
6 - الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم .
7 - الشهيد آية الله الحاج السيد عبد الصاحب الحكيم .
8 - الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم .
9 - الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد حسين الحكيم .
10 - حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد عبد العزيز الحكيم وهو الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق . 

المصادر:
1. أعيان الشيعة، ج9، ص56، 57.
2. الأعلام، ج5، ص290.
3. حاشية معارف الرجال، ج3، ص121، 122، 125، 128.
4. ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص173.
5. معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص423، 424.
6. الذريعة، ج14، ص60، 63، و ج3، ص209.

ــــــــــــــــــــــــــــ

آية الله السيد علي السيستاني

 

آية الله السيد علي السيستاني

آية الله السيد علي السيستاني

 

آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (1930-..) هو أحد أهم المرجعيات الدينية الشيعية في العراق ولدى الشيعة في العالم الأسلامي على العموم , يعيش حياة بسيطة في مدينة النجف , خلف آية الله السيد ابو القاسم الخوئي في زعامة حوزة النجف الأشرف أحد أهم المراكز في العالم للدراسات الدينية لدى الشيعة الإثنا عشرية الأصولية .

المولد والنشأة

ولد السيد السيستاني في مدينة مشهد شرق ايران حيث يوجد ضريح الإمام علي الرضا (ع) ثامن أئمة الشيعة في التاسع من شهر ربيع الاول عام 1349 هجري أي في 4 اغسطس 1930 ميلادي . نشأ سماحته في أُسرة علمية دينية ملتزمة، لعائلة من رجال الدين ، عرف بالسيستاني نسبة إلى مدينة سيستان وهي مدينة تقع الى الجنوب الشرقي من الجمهورية الإسلامية في إيران فبعد أن كانوا يسكنون مدينة أصفهان في عهد السلاطين الصفويين عين جده الاعلی ( السيد محمد ) في منصب شيخ الاسلام في سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده إلا أن جده الأدنى (السيد علي) هاجر منها فيما بعد الى مدينة مشهد .

مسيرة تحصيله العلمي

بدأ سماحة السيد وهو في الخامسة من العمر بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، وفي عام 1941 بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الادبية, وحضر في المعارف الالهية دروس العلامة المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفی سنة 1946 كما حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الآشتياني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني وفي عام 1949 هاجر الی مدينة قم لاكمال دراسته فحضر عند العلامتين المعروفين السيد حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الحجة الكوهكمري، وكان حضوره عند الاول في الفقه والاصول وعند الثاني في الفقه فقط .

وفي عام 1951 هاجر من مدينة قم الی النجف الاشرف، فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث آية الله العظمی السيد أبو القاسم الخوئي والعلامة الشيخ حسين الحلي في الفقه والاصول ولازمها مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الاعلام الآخرين منهم الامام الحكيم والسيد الشاهرودي .

في عام 1961 عزم علی السفر الی موطنه مشهد وكان يحتمل استقراره فيه فكتب له استاذه آية الله العظمی السيد الخوئي واستاذه العلامة الشيخ الحلي شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب شيخ محدثي عصره الشيخ أغا بزرك الطهراني شهادة اخری يطري فيها علی مهارته في علمي الحديث والرجال .

وعندما رجع الی مدينة النجف الاشرف في أواخر عام 1961 ابتدأ بالقاء محاضراته الدرس الخارج في الفقه وأعقبه بشرح العروة الوثقی وقد كانت له محاضرات فقهية أخری خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وأبحاث الربا وقاعدة الالزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية . كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما .

مرجعيته

نقل بعض أساتذة النجف الأشرف أنه بعد وفاة آية الله السيد نصر الله المستنبط اقترح مجموعة من العلماء علی الإمام الخوئي إعداد الأرضية لشخص يُشار إليه بالبنان، مؤهل للمحافظة علی المرجعية والحوزة العلمية في النجف الأشرف، فكان اختيار سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني.

وبعد وفاة الخوئي تصدی آية الله السيستاني لشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس علی منبر الإمام الخوئي في مسجد الخضراء , وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أُخری، كالهند وأفريقيا وغيرها، وهو من القلة المعدودين من كبار الفقهاء الذين تدور حولهم الأعلمية بشهادة غير واحد من أهل الخبرة وأساتذة الحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم .

ـــــــــــــــــــــــــ

آية الله السيد محمد حسين فضل الله

 

آية الله السيد محمد حسين فضل الله

آية الله السيد محمد حسين فضل الله

 

ولد آية الله السيد محمد حسين فضل الله في النجف الأشرف في العراق في التاسع عشر من شعبان لعام 1354 هـجري. بدأ بالدراسة في الحوزة العلمية في سن مبكرة جداً، كان تقريباً في التاسعة من عمره، وعندما وصل إلى سن السادسة عشر بدأ بحضور دروس الخارج . وهو من اصل لبناني ويقيم الآن في لبنان .

أساتذته ودراسته

درس على يد كبار علماء الدين الشيعة وأساتذة الحوزة آنذاك، أمثال: السيد أبو القاسم الخوئي، والمرجع الديني السيد محسن الحكيم المشهور بفتواه ضد حزب البعث، والسيد محمود الشاهرودي، والشيخ حسين الحلي، وحضر درس الأسفار عن الملا صدرا البادكوبي. ومن أشهر من عاصرهم السيد محمد باقر الصدر الذي اخذ تقريراته إلى السيد الخوئي حيث قام الأخير بإعطاء محمد حسين فضل الله فيما بعد وكالة مطلقة.

ثم بدأ بعد ذلك بالتدريس العلمي حيث أصبح أستاذاً للفقه والأصول في حوزة في النجف الأشرف. وقد شرع في تدريس بحث الخارج منذ ما يقارب العشرين عاماً ويحضر درسه العديد من الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي على وجه الخصوص .

في لبنان: انتقل محمد حسين فضل الله من العراق إلى لبنان في سنة 1966 ميلادي ، وأسس هناك حوزة المعهد الشرعي الإسلامي. وحدثت له عدة محاولات اغتيال نتيجة لانتهاجه الخط الإسلامي، وبدأ يلقي الخطب والمحاضرات هناك. وقد أنشأ عدة جمعيات خيرية ومبرات للأيتام .

مرجعيته وفكره: اصبح السيد محمد حسين فضل الله آية الله العظمى وهو لقب يطلق على كل ما يحصل على درجة الاجتهاد في الفقه الشيعي ، وقد جمع فتاواه في كتاب فقه الشريعة المكون من ثلاثة أجزاء. تتميز فتاواه وأفكاره بمناقشة المسلمات وخصوصاً في الفكر الشيعي، مما أدى إلى معارضة قوية من بعض العلماء الآخرين، ولا سيما مناقشته لقضية كسر ضلع فاطمة الزهراء، وحرق الدار، والمسائل العقائدية كالعصمة وغيرها. ولعله قد تأثر بفكر الشيخ المفيد أحد عظماء رجال الدين الشيعة الماضين .

المؤلفات: للسيد محمد حسين فضل الله الكثير من المؤلفات التي كانت نتاج تحصيل علمي طويل، وتتوزع هذه المؤلفات ما بين مجلدات ضخمة وما بين كتيبات صغيرة .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الشيخ عبد الزهرة الكعبي

 

 

اننا نستثمر هذه الموضوع، لكي نشير الى المعضلة الكبرى التي تعاني منها الثقافة العراقية، وهي ذلك الاهمال الكبير للشخصيات المبدعة العراقية، من قبل الاجهزة الرسمية والحزبية، ومن قبل المثقفين والاكاديميين كذلك. تصوروا ان شخصية كبيرة مثل(عبد الزهرة الكعبي) الذي تربت على صوته الجياش الحنون اجيال بكاملها وخلال سنوات طويلة، بحيث ارتبطت قصة مقتل الحسين(ع) باسم هذا المتدين العميق والزاهد الكبير والفنان الاصيل.. لكننا مع هذا لم نستطع ان نعثر، لا في الكتب ولا في الصحف ولا في مواقع الانترنت، على أي موضوع او معلومات عن حياته وابداعاته ولا على صورته ولا على نص المقتل الذي كان يقرأه.. وقد مات فقيرا زاهدا مجهولا؟!!

لنعرف فقط، ان مثل هذه الشخصية لو كانت، ليس في اوربا فحسب، بل في مصر مثلا، لاصبح نارا على علم في كل العالم العربي ولانتجت عن حياته وعن ابداعاته الكتب والبحوث والمنشورات والافلام؟؟!!! ( ميزوبوتاميا)

ــــــــــــــ

 مولده بذكرى مولد الصديقة الزهراء (ع) في الخامس عشر من شهر جمادى الأولى في عام 1327 هـ بكربلاء المقدسة، ووفاته بذكرى وفاتها في الخامس عشر من شهر جمادى أيضاً عام 1394 هـ الموافق 6 / 6 / 1973 م وبين الولادة والوفاة مسيرة طولها سبعاً وستين عاماً حافلة بالعطاء والعظمة وكأن الإرادة الإلهية شاءت أن تنطلق هذه المسيرة المظفرة مع الزهراء وولائها حتى أصبح عبد الزهراء اسماً على مسمى وكأن فيه قول القائل:

يـــا قـــوم قلبي عند زهــــــراء***يـــــقصده الـــــسامـع والرائي

لا تـــدعني إلا بــــــيا عــــبدها***فإنــــــه أشـــــــرف أسمائــــي

من أساليب التكريم التي سلكها أئمة أهل البيت (ع) لتخليد أصحابهم ربط أسمائهم بعمل من الأعمال الخالدة التي تمارس بمرور الليالي والأيام أبد الدهر، كما خلد كميل بن زياد النخعي بدعاء أمير المؤمنين (ع) الذي يقرأ في كل ليلة جمعة فلا يقال عنه دعاء أمير المؤمنين وإنما دعاء كميل. وخلد أبو حمزة الثمالي بدعاء الإمام زين العابدين (ع) في أسحار شهر رمضان الشهير بدعاء أبي حمزة، وهكذا نرى اقتران هذه الأسماء اللامعة لطلائع الجهاد والعقيدة بهذه الأعمال الجليلة الخالدة .

أما شيخ القراء الخطيب الراحل الشيخ عبد الزهراء الكعبي فقد خلّد الحسين ( ع ) بقراءة المقتل الذي يعتبر من أهم الوثائق التاريخية لملحمة كربلاء الدامية. وقد تفرد الكعبي في عرض قصة المقتل بطريقته الثاكلة وأسلوبه الحزين، حتى أصبح المقتل ركناً من أركان الشعائر الحسينية، وقطباً من أقاب أعمال عاشوراء، وفاعلية هامة من فاعليات المنبر الحسيني . وكانت السنة الأولى من المقتل عام 1371 هـ بجوار حرم الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي يصور كيف رسم الحسين معالم الحرية والكرامة بدمه الزكي، ثم يصور تلك الوثيقة لأعمال وحشية وممارسات بربرية التي ارتكبتها السلطات الأموية نحو أهل بيت النبوة. وللشيخ الكعبي باع طويل في الأدب العربي بقسميه الفصيح والدارج فقد ذكر المرجاني في كتابه خطباء المنبر أن له ديوان شعر تحت عنوان: (دموع الأسى) لايزال مخطوطاً. وقد هجمت عليه المنية، وباغته ريب المنون بعد ارتقائه المنبر يؤبن الزهراء بذكرى وفاتها. والتحق بركب الحسين مع الشهداء والصديقين ( ع ) . فسلام عليك وعلى روحك الطيبة وجسدك الطاهر، وطبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزاً عظيماً .

العودة الى فهرس العدد اطبع هذه الصفحة