انتشار زواج المتعة في تركيا

سعد عبد المجيد

    أعلن السيد محمد نوري يلماظ رئيس هيئة الشئون الدينية التركية في تصريحات لجريدة "صباح" التركية اليومية منذ أيام- بأنه قد تلقى تقارير حول انتشار "زواج المتعة" بين الشباب الأتراك، وفى الوقت الذي عبّر رئيس الشئون الدينية التركية عن انزعاجه من انتشار زواج المتعة بين جنبات المجتمع التركي؛ أكد بأن العقيدة الإسلامية تدعو لاستمرار واستقرار العائلة، ومن ثم ليس من الجائز دينيًّا التزوّج بشكل مؤقت، ومع هذا فهناك بعض الدول الإسلامية التي تسمح بذلك، وقد طالب "نوري" الشباب التركي بالتراجع عن مثل هذه التصرّفات المخالفة للدين.
الجدير بالذكر أن القانون المدني التركي هو الذي ينظم مسألة الزواج، وفى الوقت الذي لا تعترف الدولة بأي زواج خارج عن الزواج المدني الرسمي الذي يتم بمعرفة دائرة الزواج في البلديات، فإنها تمنع في نفس الوقت الزواج الديني، وتفرض الفقرة الرابعة من المادة 237 من قانون العقوبات التركي: "عقوبة الحبس لمدة بين شهرين وستة أشهر لكل من أجرى زواجًا في إطار المراسم الدينية فقط"، كما يمنع القانون المدني التركي أيضا التزوّج بأكثر من زوجة، ويعاقب القانون الجزائي التركي بعقوبات الحبس على من يجمع بين زوجتين، حتى وإن كانت الزوجة الثانية قد تزوجت دون تسجيل هذا الزواج في السجل المدني، وهناك على أقل التقديرات (غير الرسمية) حوالي 2-3 مليون تركي متزوج أكثر من زوجة؛ واحدة منهن مسجّلة ومشهّرة في السجل المدني والأخرى يتزوجها بشكل ديني شرعي بعيدًا عن دائرة الزواج الرسمي الموجودة في مقرّ البلدية.
والجدير بالذكر أن المعتقد أن يكون انتشار ظاهرة زواج المتعة -التي تحدث عنها رئيس هيئة الشئون الدينية التركية- في المدن التركية الكبيرة، وبين طلاب الجامعات بالذات، ويصعب وجودها في الريف

التركي المتميّز بالمحافظة.



ولا شك أن النواحي الاقتصادية تؤثر على هذه الظاهرة، فالزواج الرسمي والعلني يواجه بعض المشاكل والعادات القديمة الموجودة في المجتمع التركي كظاهرة ضرورة تقديم مبلغ مالي لوالد العروس كي يوافق على زواج ابنته، وهى الظاهرة الموجودة في الريف التركي بشكل خاص، أمّا في المدن الكبيرة مثل استنبول وأنقره وإزمير وأضنا وعنتاب ومرعش وقيصرى ودنيزلى وإدرنه، فليس هناك مشكلة إسكانية ولكن هناك ارتفاعا في تكاليف الحياة؛ نتيجة للتضخم المالي في العملة التركية (الليرة)، والذي يبلغ 100% في السنة الواحدة.
كما تجدر الإشارة أيضا لوجود حوالي مليونين من المواطنين الأتراك المرتبطين بالعلويّة، والتي تجمع خليطاً من قواعد وأصول الأديان والمذاهب والأفكار التي لا تعارض هذه الزيجات، وتتركز هذه الطائفة في شمال شرق تركيا وفي مدينة استانبول.

ـــــــــــــــــــــــ

العودة للفهرس